أولاً: مراكز مؤيدة للجانب الروسي
(مركز الصين والعولمة – المجلس الروسي للعلاقات الدولية – مركز نادي فالدي)
1- الدور الأمريكي في تأجيج الصراع الروسي الأوكراني:
مركز الصين والعولمة – الصين http://en.ccg.org.cn
تناول تقرير صادر عن مركز الصين والعولمة[1] الصادر في 24/3/2022 الدور الأمريكي في تأجيج الصراع الروسي الأوكراني، حيث يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دافعان وراء هذا التأجيج، دافع سياسي ودافع اقتصادي
الدافع السياسي: هو الحفاظ على وضعها المهيمن بعد الحرب العالمية الثانية. ولذلك فإن التقرير يؤكد أن أمريكا هى التى دفعت حلف الناتو التى تسيطر عليه إلى الشرق بغرض الضغط على روسيا وتقسيم أوروبا. وبالتالى فإن الحفاظ على هذا الوضع المهيمن يستلزم من الولايات المتحدة أن لا تسمح لروسيا باستعادة ما فقدته من قوة بتفكك الاتحاد السوفييتي. ويشير التقرير أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للسيطرة على أوروبا، خاصة غرب أوروبا، من خلال تأجيج الصراع بين روسيا و أوروبا الغربية والوصول بالصراع إلى مدى لا تستطيع أوروبا أن تواجهه وحدها، وهنا سوف تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لتقود المواجهه مع روسيا من خلال حلف الناتو وتتوارى أوروبا في المقعد الخلفي.
الدافع الاقتصادي يتمثل في أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تجنى أرباحا من تصدير الغاز إلى أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، فإن وضع الدولار سيتحسن بسبب العقوبات واجتذاب التدفقات النقدية الأجنبية.
2- الأمن الروسي لا يمكن أن يكون ضد مصالح روسيا
المجلس الروسي للعلاقات الدولية – روسيا https://russiancouncil.ru/en/
في تقرير نشره المجلس الروسي للعلاقات الدولية [2] في 14 /3/ 2022 ، انتقد السياسة الأمريكية مشيرا أنه سيكون من المثير للاهتمام ملاحظة رد فعل واشنطن اليوم إذا قررت روسيا فجأة إعادة النظر في أزمة الصواريخ الكوبية في وقت ما في عام 2022 ، ونشر أنظمة أسلحة هجومية وجماعات عسكرية مناهضة لأمريكا على طول الحدود الجنوبية أو الشمالية للولايات المتحدة. كما أكد أن ما سماه "الازدواجية" الدبلوماسية والعسكرية الواضحة سببت ضررًا كبيرًا للأمن الدولي ، لأنها تدفع روسيا إلى وضع تشعر فيه أنه ليس لديها خيار سوى التفكير في مبادرات أكثر راديكالية ، مثل تلك التي يحتمل أن تكون محفوفة بسيناريوهات حرب عالمية. بالنسبة لروسيا ، يبدو أن هذا هو الخيار الوحيد الممكن لحماية احتياجاتها والتأكد من أن ضروراتها تؤخذ على محمل الجد. كما أشار التقرير إلى توجهات النخبة السياسية في الولايات المتحدة ومنها ما دعا إليه السناتور الأمريكي ليندسي جراهام في مقابلة على قناة فوكس نيوز من اغتيال للرئيس بوتين. ووجه التقرير النقد لهذا النداء بتأكيده أنه أنه لو أطلق مثل هذه النداء تجاه الرئيس الأمريكي ، لكان قد أدى على الفور إلى اعتقاله وعزله من منصبه. يجب التغلب على هذا النوع من اللامبالاة الطائشة – واللامبالاة العامة تجاهها – إذا ما أُريد عودة الدبلوماسية العقلانية والمدروسة بين الخصمين. وانتقد تجاهل السياسة الخارجية الأمريكية للشواغل الأمنية للصين وروسيا حيث أنه يبدو أن رد الولايات المتحدة على المخاوف الأمنية الروسية والصينية هو اتباع سياسة تقويض الأمن الروسي والصيني، مؤكدا أن هذا التجاهل لن يؤدى إلا إلى مزيد من تفاقم الصراع.
3- نحو "سلام بارد" في أوروبا
مركز نادي فالدي – روسيا https://valdaiclub.com
في تقرير أصدره مركز نادي فالدي [3] الروسي بتاريخ 5/4/ 2022 ، أشار إلى أن روسيا على مر العقود الماضية كان يتم النظر إليها من قبل الغرب على أنها "محطة بنزين تدعى أنها دولة" ، وأن هذا التعاطي مع روسيا على مر عقود قد أدى إلى تجاهل مصالحها بشكل مستمر. وأن أوكرانيا من بين كل الدول التى تفككت عن الاتحاد السوفييتي السابق تمثل حالة خاصة. فهي الوحيدة التى تمثل خطرا حقيقيا على روسيا لعدة عوامل: تعداد السكان الكبير، القوة العسكرية الكبيرة والمتطورة، وجود الدافع الأيديولوجي والاجتماعى لمناهضة روسيا.
ويرى التقرير أن الحرب على أوكرانيا كانت ضرورية بشكل أو بآخر لكي يجبر الغرب على وضع مصالح روسيا على طاولة المفاوضات. ويتنبأ التقرير بأن الأمن الأوروبي في الفترة المقبلة سيكون قائما على العداء المتبادل. ولكنه النوع من العداء الذي يمنع السياسات الاستفزازية لأوروبا، وهي السياسات التى نشأت من كون أوروبا كانت تؤمن أن روسيا لن تقوم بأي هجوم أبدا. وأن الانفاق على التسليح سيصل إلى أعلى مراحله في الفترة المقبلة، وفي نفس الوقت سيكون هناك مسؤلية في استخدام الوسائل العسكرية مما يرسى وضعا جديدا يمكن تسميته "السلام البارد".
ثانياً: مراكز مؤيدة للجانب الأوكراني
(المركز الأطلنطي – مركز بروجل – مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية)
1- ضرورة الاستجابة السريعة:
المركز الأطلنطى – الولايات المتحدة الأمريكية https://www.atlanticcouncil.org
في تقريرصادر عن المركز الأطلنطي[4] بتاريخ 13/3/2022 أكد أن العقوبات الاقتصادية والمالية على روسيا غير كافية لوقف الضربات الجوية المتزايدة التى يشنها الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين على أهداف ومراكز مدنية، ولم تكن كافية لردعه عن التصعيد في حربه الطاحنة ضد أوكرانيا. إذا كان كل هذا لا يزال غير كافٍ لتغيير مسار بوتين ، فإن الخيار المجدى الوحيد هو القيام بالمزيد من العقوبات ، والقيام بذلك بسرعة: المزيد من العقوبات ، والمزيد من الدعم العسكري ، والمزيد من الوحدة الدولية.
2- ضرورة عزل روسيا:
مركز بروجل – بلجيكا https://www.bruegel.org
في تقرير صدار عن مركز بروجل[5] بتاريخ 28/3/2022 عن عزل روسيا تكنولوجيا يشير أن العقوبات المفروضة على إمدادات السلع عالية التقنية ، إلى جانب العقوبات المالية والقيود الأخرى ستحرم روسيا من أن تستمر كاقتصاد حديث. حاولت روسيا مقاومة العقوبات التكنولوجية عن طريق استبدال الواردات ، لكن دون جدوى. يتم تطوير المنتجات عالية التقنية باستخدام مدخلات من العديد من البلدان ، ولكن القليل منها يمكن أن يعمل دون مدخلات من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة. نتيجة لذلك ، لا يمكن لاقتصاد واحد أن يوفر لنفسه مدخلات السلع عالية الجودة. بالنظر إلى هذه الروابط ، فإن العقوبات لديها القدرة على الإضرار بالاقتصاد الروسي على المدى القصير والمتوسط وحتى الطويل. ولكي تلعب العقوبات دورًا رادعًا ضد العمل العسكري الروسي ، يجب أن تكون واسعة جدًا وأن يكون لها تأثير سريع وأن تكون منسقة قدر الإمكان بين الحلفاء الغربيين.
3- جرائم الحرب في أوكرانيا:
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية– الولايات المتحدة الأمريكية https://www.csis.org
في تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية [6]CSIS بتاريخ 8 / 4/ 2022، تناول التقرير الصور التى التقطتها الأقمار الصناعية، وما تناقلته وسائل الإعلام عن شهود عياد في مدينة بوتشا عن ما يعتبره التقرير فظائع ارتكبها الجيش الروسي ضد المدنيين. أشار التقرير إلى أن المسؤولين القضائيين يتعاونون مع السلطات الأوكرانية ، مما سيسهل الوصول إلى مسرح الجريمة والناجين الذين ما زالوا داخل أوكرانيا. ويؤكد التقرير أيضا أنه من غير المحتمل أن يتم القبض على العديد من كبار المسؤولين العسكريين الروس في المعركة ، وسيتوخى المسؤولون الروس الحذر في جداول سفرهم في المستقبل المنظور، وأن أسرع طريق نحو المساءلة عن هذه الفظائع هو أن يتأكد حلفاء أوكرانيا في الولايات المتحدة وأوروبا وحول العالم من أن لديها الموارد اللازمة لهزيمة الغزو الروسي ، ثم التحلي بالصبر والمثابرة بلا هوادة في جهود تحديد وتعقب ، واعتقال الجناة ، حتى بعد فترة طويلة من هدوء النزاع.
4- لماذا يجب أن تنتصر أوروبا؟
الإيكونوميست – المملكة المتحدة https://www.economist.com
أشار تقرير لمجلة الإيكونوميست[7] في عددها الصادر يوم 2/4/2022 أنه عند بداية الغزو الروسي لأوكرانيا اعتقد بوتين وكثيرون غيره أن انتصار روسيا سيكون سريعا. وقد اعتقد المحللون الغربيون أنفسهم أن سقوط كييف حتمى في خلال 72 ساعة. لكن عزيمة الشعب الأوكراني غيرت المعادلة. وأن المقاومة الأوكرانية حولت مسار الحرب إلى مسار الهجوم الأوكراني المضاد بعد فشل القوات الروسية ولو مؤقتا في إسقاط كييف. ويؤكد التقرير أن الانتصار الأوكراني ضرورى لأنه سيقلل من المواءمات التى سيكون على أوكرانيا الخضوع لها من أجل الوصول إلى اتفاقية سلام، بل وسيدعم هذا الانتصار المسار الديمقراطي في الدولة ويقلل من التغلل الروسي. ويدعو المقال الغرب إلى دعم الانتصار لأن له نتائج طويلة المدى تتجاوز العقوبات الاقتصادية الآنية أو مجرد اخراج روسيا من أوكرانيا. ويرى أن الرؤية الأوروبية الحالية التى تخشى اقحام الناتو بشكل مباشر في الصراع مما ينتج عنه حربا قد تخرج عن السيطرة هي رؤية قاصرة بل على الناتو والاتحاد الأوروبي أن يمنحا أوكرانيا كل الدعم والتأييد. وعليهم إرسال رسالة مباشر لبوتين أن أي استخدام لأسلحة كيميائية أو نووية سيؤدي إلى عزل روسيا عزل مطلق.
5- كيف يمكن إنهاء الحرب؟
مجلة التايم – الولايات المتحدة الأمريكية https://time.com/
في تقرير في مجلة التايم الأمريكية[8] في عددها الصادر يوم 28/3/2022 ، يؤكد مايكل أوهانلون مدير أبحاث السياسة الخارجية في مركز بروكنجز للدراسات، أن أي عقوبة مفروضة على بوتين فهو يستحقها وأي عقوبة مفروضة على الاقتصاد الروسي فهو يستحقها، ولكن على العقوبات أن تتبع استراتيجية لانهاء الحرب بأقل الخسائر لأمريكا والغرب.
ويضيف أن أي اتفاق لانهاء الحرب لا يجب أن تتنازل فيه أوكرانيا عن أي شيء سوى الانضمام للناتو. وعلى روسيا الاعتراف بالسيادة الأوكرانية. واعادة منطقة الدونباس الى كييف. وعلى روسيا أن تقبل بوجود مراقبين دوليين على الأراضي الأوكرانية. وأن ينص أي اتفاق على أحقية أوكرانيا في الانضمام لأي منظمة دولية بخلاف الناتو، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. وإن لم يقبل بوتين بهذا الاتفاق فعليه أن يعاني من ركود في الاقتصاد الروسي فيما تبقى له من وقت في السلطة.
[1] The Impact of the Crisis in Ukraine on Global Supply Chains and China's Economy. Center for China and Globalization: http://en.ccg.org.cn/archives/75387
https://russiancouncil.ru/en/analytics-and-comments/analytics/russian-se...
[4] The Western response to Putin’s war has been remarkable. But it’s not enough Atlantic Council, March 2022
https://www.atlanticcouncil.org/content-series/inflection-points/the-wes...
[5] Grzegorczyk, M., Marcus, J.S., Poitiers, N. and P. Weil (2022) ‘The decoupling of Russia: high-tech goods and components’ Bruegel Blog, 28 March
https://www.bruegel.org/2022/03/the-decoupling-of-russia-high-tech-goods...
[7] Why Ukraine Must Win. (2022, April 2). The Economist. P. 9.
[8] O’Hanlon, Michael. (2022, March 28). How to end the war. .Time.PP 34-36.