قراءة أولية في دلالات حادث التفجير بميدان تقسيم التركي

قراءة أولية في دلالات حادث التفجير بميدان تقسيم التركي

اعلنت الحكومة التركية القبض على الشخص المتهم بالوقوف خلف التفجير الذي وقع بميدان تقسيم في 13/11/2022 وادى إلى مقتل ستة اشخاص واصابة ما يقرب من ثمانين اخرين، بالاضافة إلى توقيف ما يقرب خمسين شخصاً اخرين،  يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه وزير الداخلية التركي حزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف الحادث.

التحليل:

-  جاء اختيار ميدان تقسيم لتنفيذ التفجير لما يحمله الميدان من رمزية على اصعدة مختلفة يمكن تفصيلها في الاتي:

  •  اهمية اقتصادية: حيث يعد الميدان احدى اهم الوجهات السياحية في تركيا، ويحتوى على عدد من المراكز التجارية الشهيرة بتركيا، وعادة ما يكون مزدحما بالسياح خصوصاً في التوقيت الذي وقع فيه الانفجار (الرابعة عصراً).
  •  رمزية سياسية: وذلك لما شهده الميدان سابقاً من احداث احتجاج ضد الحكومة التركية ابرزها مظاهرات عام 2013.
  • اهمية ديبلوماسية: وذلك لوجود عدد من قنصليات الدول الغربية بمحيط الميدان

-   يحمل التفجير عدداً من المخاطر للحكومة التركية على المستويين السياسي والاقتصادي كما يلي:

  • ارتفاع احتمالات تأثر القطاع السياحي التركي بالحادث، حيث كانت تركيا تعول على جذب عدد اكبر من السياح الاوربيين في فصل الشتاء، وذلك في ظل ازمة اقتصادية تركية خانقة يسعى الحزب الحاكم للخروج منها بشتى الطرق.
  •  ارتفاع احتمالات تفجر مواجهات عسكرية واسعة النطاق مع الاكراد، خصوصاً في ظل سعي الحكومة التركية منذ شهور لانشاء منطقة امنة داخل الاراضي السورية على حساب المناطق الموجودة تحت السيطرة الكردية، وذلك في ضوء تحميل الحكومة لحزب العمال الكردستاني مسئولية الهجوم.
  •   زيادة حالة الاحتقان السياسي بشكل عام، وبين القوميين والاكراد بصفة خاصة، وهو ما يمثل خطراً مجتمعياً تركياً على المديين المتوسط والبعيد.

التوقعات:

-   في اطار ما سبق يمكن ترجيح الاتي:

  •  محاولة جميع الاطراف التركية استغلال الحادث لصالحها، حيث ستسعى الحكومة التركية إلى تجييش المشاعر القومية، وتوجيها لصالحها خصوصاً مع اقتراب مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بالاضافة إلى اتهام حاكم اسطنبول (المعارض) بالتقصير في مهامه، في حين ستحاول المعارضة تحميل الحكومة مسئولية الحادث والاشارة إلى فشل سياساتها الخارجية والأمنية.
  •  محاولة الحكومة التركية استغلال الحادث لتبرير عملية عسكرية جديدة ضد الاكراد في سوريا، حيث أن اعلان الداخلية التركية أن من قام بالتفجير تلقى تعليماته من "كوباني" ومر ب "عفرين" يأتي تمهيداً لاستغلال الحدث لقيام تركيا بالعملية العسكرية التي تحاول تمريرها اقليمياً ودولياً منذ شهور.
  •  سيكون من الصعب على تحالف المعارضة التركية السداسي التواصل أو التنسيق مع حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، حيث يرفع تحميل الحكومة للاكراد مسئولية الحادث من التكلفة السياسية لأي تنسيق بين التحالف والاكراد. 
  •  أن تشهد الايأم القادمة حملات امنية موسعة ضد الكيانات الكردية المختلفة وعلى رأسها حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، يشمل ذلك اعتقال مزيد من قيادات الحزب والتضييق على وسائل اعلامه