القبض على تنظيم "قوات كيان الوطن" المسلح في السودان

القبض على تنظيم "قوات كيان الوطن" المسلح في السودان

اعتقلت السلطات السودانية في 15 نوفمبر 2022، مجموعة من العسكريين السابقين، بعد إعلانهم تشكيل كيان عسكري مسلح داخل العاصمة الخرطوم، وهو ما تم اعتباره دعوة صريحة للتمرد على السلطات، وتهديداً للأمن القومي للبلاد.

التحليل:

- أعلنت الاستخبارات السودانية اعتقال المتحدث الأسبق باسم الجيش في عهد الرئيس المعزول "عمر البشير"، والذي يدعى اللواء "الصوارمي خالد سعد" (تمت إحالته للتقاعد في 2019 بعد فترة قصيرة قضاها منتدباً لقوات الدعم السريع التي يقودها الجنرال حميدتي") وضباط متقاعدين محسوبون على التيار الإسلامي، وذلك بعد إعلانهم تشكيل كيان عسكري مسلح أطلقوا عليه اسم "قوات كيان الوطن".

-  أعلن قادة تنظيم "قوات كيان الوطن" أن الهدف من هذا التنظيم العسكري ذو أهداف اقتصادية واجتماعية يعمل على إقرار الحقوق وإرساء قيم العدالة الاجتماعية، ويعمل لتحقيق نحو 28 هدفاً من بينها إلغاء اتفاقية جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية عام 2020 مع مجموعة من الفصائل التي قادت تمردا في إقليم دارفور (غربي البلاد) والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وحماية مصالح أهالي وسط السودان وشماله.

  تأسست فكرة هذا التنظيم المسلح على إيجاد توازن عسكري في شمال البلاد ووسطها ومناطق كردفان، باعتبار أن أقاليم أخرى لديها حركات مسلحة بدعوى حماية نفسها أو استعادة حقها الضائع، حيث أكد "الصوارمي" في المؤتمر الصحفي الذي عقد لإعلان تأسيس التنظيم، على ضرورة أن يكون للتنظيم الجديد جنود ومقاتلون حتى لا يعبث الآخرون بحقوقهم.

-  تزامن الإعلان عن هذا التشكيل العسكري مع التحذيرات التي أطلقها الفريق أول ركن "عبد الفتاح البرهان" قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، محذراً فيها الإسلاميين وأنصار النظام السابق من التدخل في شئون المؤسسة العسكرية، وتأكيده على وحدة المنظومة الأمنية وحرصها على حماية البلاد، مهدداً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لصد هذه المحاولات.

-  رغم إلقاء القبض على قادة هذا التنظيم، إلا أنه يعد مؤشراً هاماً على التحركات التي يقوم بها أنصار النظام السابق من قيادات حزب المؤتمر الوطني المنحل والحركة الإسلامية بغرض العودة للمشهد السياسي الحالي، وذلك عبر إعادة إحياء التنظيمات الأمنية التي ظهرت في عهد "البشير"، مستغلين انشغال السلطات الانتقالية بالصراع على السلطة.

التوقعات:

- من المتوقع أن تتخذ المؤسسة العسكرية المزيد من الإجراءات الأمنية المشددة لمنع ظهور كيانات عسكرية موازية على غرار كتائب "طلائع البشير" وقوات الدفاع الشعبي التي تم تشكيلها في عهد البشير.

- من المتوقع أيضاً أن يؤثر الإعلان عن تشكيل هذا التنظيم، سلباً على محاولات الإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقاً) للعودة للسلطة، في ظل ارتباط هذا الأمر بمحاولات زعزعة الأمن القومي للبلاد.

 من المرجح أن تسعى القوى السياسية المدنية لتوظيف هذا الأمر للتأكيد على مطالبها بضرورة انسحاب المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية وتسليم السلطة للمدنيين وتمكينهم من تشكيل حكومة وحدة وطنية.