هل بات خروج الدبيبة من المشهد الليبي وشيكاً؟

هل بات خروج الدبيبة من المشهد الليبي وشيكاً؟

اشارت بعض التقارير الاعلامية إلى  تراجع نفوذ رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته "عبد الحميد الدبيبة" في مدينة مصراتة، لافتاً إلى أن الدبيبة خسر الدعم السياسي الذي كان يحظى به في هذه المدينة الحيوية التي تشكل وزن نسبي هام في معادلة المشهد الليبي.

التحليل:

-  تشكل مدينة مصراتة أهمية خاصة في مسار المتغيرات الداخلية في المشهد الليبي، وتزداد أهمتها أيضاً كونها تشكل مسقط رأس رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته "عبد الحميد الدبيبة"، والتي لطالما شكلت الداعم الرئيس للدبيبة خلال الفترة الماضية، بالتالي فإن أي تغير في هذا الدعم ربما يشكل محدد رئيسي في ديناميكيات الملف الليبي.

-  ألمح التقرير الفرنسي إلى ان الدبيبة خسر مؤخراً الدعم السياسي الذي كان يحظى به في مدينة مصراتة، وهو ما انعكس في رفض الأطراف الفاعلة داخل المدينة الطلب الذي تقدم به الدبيبة لدعمه في مواجهة التحركات الراهنة التي يقودها رئيس مجلس النواب الليبي "عقيلة صالح" ورئيس مجلس الدولة "خالد المشري" لتشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة المرحلة الانتقالية والتحضير للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.

- ووفقاً للتقرير الذي نشره موقع "أفريكا أنتلجنس"، فقد عقد الدبيبة مؤخراً اجتماعاً مع كبار الشخصيات السياسية والعسكرية بمدينة مصراتة، حيث تم تنظيم هذا اللقاء بشركة "الجيد"، والتي يديرها احد المواليين للدبيبة وهو "محمد الطاهر عيسى"، وقد كان أبرز الحاضرين في هذا اللقاء كل من عضو مجلس الدولة ورئيسها السابق "عبد الرحمن السويحلي"، وقائد مليشيا الصمود "صلاح بادي"، ورئيس حكومة الإنقاذ السابقة "خليفة الغويل".

-  لكن ألمح التقرير إلى أن الحاضرين أبلغوا الدبيبة بأنهم لن يرفضوا فكرة تشكيل حكومة جديدة، رغم أنهم أكدوا استمرار دعمهم لعبد الحميد الدبيبة.

-  وتأتي هذه التطورات في ظل حالة العزلة الداخلية المتزايدة التي بات يعاني منها الدبيبة خلال الأونة الأخيرة، لا سيما بعدما عمدت مليشيات تابعة لحكومة الدبيبة بمحاصرة مقر مجلس الدولة ومنع أعضائه من حضور الاجتماع الذي كان مقرر أن يناقش ملف المناصب السيادية وتشكيل سلطة تنفيذية جديدة، وهي الخطوة التي لاقت إدانة داخلية وخارجية واسعة، وقوضت كثيراً من الدعم الخارجي لحكومة الدبيبة، فضلاً عما أفرزته من زيادة درجة العزلة الداخلية التي يعاني منها الدبيبة بالفعل.

التوقعات:

-  في إطار المتغيرات السابقة التي طرأت على المشهد الليبي، يمكن ترجيح ما يلي:

‌أ-   يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الزخم بشأن إنجاز ملف المناصب السيادية، في ظل التوافقات الراهنة بين مجلسي النواب والدولة.

‌ب- لا يستبعد أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة تحركات مكثفة من قبل رئيسي مجلسي النواب والدولة بشأن تشكيل حكومة جديدة مصغرة، في ظل المعطيات الراهنة في الداخل الليبي، وربما يدعم هذا الطرح ما أشارت إليه بعض التقارير من عدم وجود ممانعة من قبل القوى الدولية الفاعلة في المشهد الليبي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتشكيل حكومة جديدة بديلة عن حكومة الدبيبة.

‌ج-  على الرغم من استمرار الدعم التركي حتى الآن للدبيبة، إلا أن المتغيرات الراهنة في طبيعة التفاعلات الإقليمية يمكن أن تشكل محدداً حاسماً في تغيير الموقف التركي في هذا الأمر.