بدأت أعمال قمة "بغداد 2"، في 20 ديسمبر في عمان، وذلك بمشاركة عدد من القادة والزعماء من دول المنطقة والعالم، من بينهم ممثلون عن الدول الخليجية، وقد عُقدت القمة الأولى في بغداد في أغسطس 2021.
التحليل:
تسعى القمة إلى التأكيد على دعم سيادة العراق وأمنه واستقراره، وبحث آليات مساندة العراق في عدة مجالات تتعلق بالمناخ واللاجئين والمشروعات الاقتصادية والتحديات الأمنية، كما تهدف القمة إلى وضع آليات لتعزيز الأمن الإقليمي.
يعد الحضور الخليجي في القمة لافتاً، حيث حضر عدد من ممثلي الدول التي سبق لها الحضور في القمة الأولى، وهي السعودية والإمارات وقطر، مضافاً إليهم ممثلي البحرين وسلطنة عمان، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
تتمثل دوافع الاهتمام الخليجي بالمشاركة في قمة بغداد 2 فيما يلي:
الرغبة في التأكيد على الدعم الخليجي لأمن وسلامة العراق واستقراره، وإدانة أي اعمال عدائية من شأنها الانتقاص من السيادة العراقية.
طبيعة التطورات الداخلية في العراق، وذلك من حيث تولي "محمد شياع السوداني" منصب رئاسة الوزراء في العراق، وهو محسوب على الإطار التنسيقي الذي يتمتع بعلاقات قوية مع إيران، وبالتالي فإن الدول الخليجية تحاول الحفاظ على المكاسب التي حققتها مع حكومة الكاظمي السابقة، بالإضافة إلى الأهمية التي أظهرها العراق باعتباره وسيطاً في محادثات التهدئة بين السعودية وإيران.
محاولة الاستفادة من الدعم الأمريكي والأوروبي الذي يستهدف استقرار الأوضاع في العراق، في ظل الأزمات التي تعانيها أسواق الطاقة العالمية على أثر الحرب الأوكرانية، وتوجه الغرب نحو الاعتماد على موردين جدد لصادرات الهيدروكربونات، ويبرز العراق كخيار محتمل في ظل ما يتمتع به من احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي والبترول.
طبيعة القضايا الإقليمية المطروحة، والتي تؤثر بشكل أو بآخر على الخليج، خاصةً الملف النووي الإيراني، والذي ترغب طهران في تحريك المباحثات بشأنه، بالإضافة إلى دعم جهود خفض التوتر في المنطقة، وكذا مسار التهدئة بين إيران والسعودية.
التوقعات:
من المرجح أن تستغل قطر وجود وزير الخارجية الإيراني "أمير عبد اللهيان" والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "جوزيف بوريل" ومعاونه "انريكي مورا" الذي تولى التنسيق المباشر للمفاوضات النووية، وذلك من أجل إعادة طرح الوساطة القطرية في المفاوضات النووية بين الغرب وبين إيران.
من المرجح أن تعلن بعض الدول الخليجية سواء خلال القمة أو بعد انعقادها عن حزمة مساعدات مالية وخطط استثمارية في العراق بها.