في ظل حالة السيولة الأمنية التي تعاني منها السودان، برزت ظاهرة تشكيل الميليشيات المسلحة في بعض الولايات السودانية، ومن ذلك ما يُطلق عليها قوات "درع السودان" التي نظمت أول عرض عسكري لها بمنطقة "الجبال الغُر" في "سهل البطانة" الواقعة في وسط السودان.
- تم تشكيل هذه القوات بقيادة "أبو عاقلة محمد أحمد كيكل" (ضابط بالمعاش ينحدر من سهل البطانة، وسط السودان، وبرز ناشطاً وعضواً بالمكتب التنفيذي لمنبر البطانة الحر – كيان شعبي يهتم بالشؤون العامة في هذه المنطقة)، ويبلغ عدد هذه القوات من 35 ألف جندي وأن العدد الكلي للمقاتلين في كافة القطاعات يزيد عن ذلك بالآلاف.
- أعلنت قيادة قوات "درع السودان" أنهم ليسوا في حالة عداء مع اي جهة، وأنّهم أنشأوا عدة قطاعات عسكرية تشمل، قطاع كردفان الكبرى، والنيل الأبيض، وسنار، وجبل موية، والقضارف، وكسلا، وبورتسودان، والبطانة، والخرطوم، وأم درمان، وبحري، والنيل الأبيض، وهو ما يؤكد على الأعداد الكبيرة لهذه القوات.
- تكشف عملية تأسيس هذه القوات، عن عمليات التجنيد التي تقوم بها بعض الحركات والميليشيات المسلحة في المناطق المهمشة بعيداً عن العاصمة الخرطوم، وخاصة في وسط وشرق السودان، ويعد مؤشراً هاماً على ما تتمتع به هذه الحركات من مساحة كبيرة للتحرك في ظل حالة السيولة الأمنية والسياسية داخل البلاد.
- تتمثل الدوافع الأهداف الكامنة وراء تشكيل هذه القوات في الآتي:
- يدعي قائد هذه القوات "أبو عاقلة" أنه تم إنشاءها لحفظ الأمن وإعادة التوازن الاستراتيجي بالبلاد، في ظل اتفاقية جوبا التي ظلمت وسط وشمال وشرق السودان وكانت سبباً في قيام درع السودان.
- القضاء على ما تعتبره بعض الكيانات تهميشاً سياسياً واقتصادياً تعاني منه منطقة وسط السودان، حيث يدعي قائد هذه القوات أن منطقة "البطانة" غير ممثلة في كل الوحدات النظامية والمجلس السيادي والانتقالي.
- الضغط على السلطات الانتقالية لإلغاء مسار الوسط الذي تضمنه اتفاق جوبا النهائي للسلام الذي تم توقيعه في أكتوبر 2020، بين الحكومة الانتقالية السابقة والحركات المسلحة تحت مظلة الجبهة الثورية، حيث يدعي أهال الوسط الرافضين لاتفاق جوبا أن من وقعوا على مسار الوسط لا يمثلونهم.
- الفشل في فتح قنوات اتصال مع الحرية والتغيير وقوى سياسية أخرى، من أجل حل مشاكل أهالي وسط وشرق السودان، وهو ما دفعهم لتشكيل هذه القوات، في ظل عدو جدوى العمل السياسي.
التوقعات:
- من المتوقع أن يسارع المجلس السيادي الانتقالي نحو التدخل لمنع انتشار هذه القوات على نطاق واسع، وذلك على غرار القبض على مؤسسي قوات "كيان الوطن" في شهر نوفمبر الماضي.
- من المتوقع أن ينتقل تأثير تشكيل هذه القوات إلى مناطق أخرى داخل السودان، ومن المؤشرات الدالة على ذلك إعلان مجلس نظارات البجا في شرق السودان اتجاههم لتشكيل قوى عسكرية لحماية حقوقهم وتنفيذ مطالبهم الخاصة بإلغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا النهائي للسلام.
- من المحتمل أن يؤدي ظهور هذه القوات أو الميليشيات المسلحة إلى دخولها في مواجهات مسلحة ضد القوات المسلحة النظامية.
- من المتوقع أن يؤثر تشكيل مثل هذه الميليشيات على الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة بالأساس في السودان، وهو ما يرجح أن تزداد هذه الأوضاع سوءاً خلال الفترة المقبلة.