أعلنت الحكومة السودانية عن توقيع كل من وزير الدفاع "ياسين إبراهيم" ووزير الدفاع اليمني " محسن الداعري" على اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري والأمني المشترك بين الدولتين وتحديداً في مجال مكافحة الإرهاب وعمليات السلام وإدارة الأزمات.
التحليل:
- تم التوقيع على هذه الاتفاقية في نهاية الزيارة التي قام بها وزير الدفاع اليمني "الداعري" للسودان والتي استغرقت خمسة أيام خلال الفترة من 18 إلى 22 ديسمبر الجاري، والتقى خلالها مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن "عبد الفتاح البرهان"، وسلمه رسالة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي" حول العلاقات الثنائية المشتركة بين الدولتين وسبل تطويرها.
- كشفت زيارة وزير الدفاع اليمني "محس الداعري" للسودان وتوقيعه على اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري مع السودان، عن مجموعة من الأهداف التي يسعى كل من الجانبين اليمني والسوداني لتحقيقها، ومن ذلك ما يلي:
أ. ضمان استمرار الدعم السياسي والعسكري السوداني للحكومة في اليمن، وذلك من خلال الحصول على ضمانات من الجانب السوداني على عدم سحب القوات المسلحة السودانية الموجودة في الأراضي اليمنية، وخاصة بعد أن تم تقليصها قبل ثلاثة أعوام (ديسمبر 2019) من 15 ألف جندي إلى 5 آلاف جندي.
ب. تقنين الوجود العسكري السوداني في اليمن، حيت تقضي اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري التي تم التوقيع عليها خلال زيارة وزير الدفاع اليمني "الدايري" للخرطوم، بتقنين التواجد العسكري السوداني داخل اليمن، وهو ما يعني أن القوات المسلحة السودانية المتواجدة حالياً في اليمن لم تعد تحت قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإنما وفقاً لاتفاقيات تعزيز التعاون العسكري بين الخرطوم واليمن.
ج. تعزيز التعاون اليمني السوداني المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية.
د. الاستفادة من الخبرات السودانية في مجال الصناعات الدفاعية، وهو ما انعكس في زيارته العديد من المؤسسات العسكرية الاكاديمية والصناعية.
ه. توفير إطار قانوني لتعزيز وتطوير التعاون المشترك في مجالات التدريب وتبادل الزيارات والوفود العسكرية على كافة المستويات.
التوقعات:
- من المتوقع أن تسهم اتفاقية التعاون العسكري المشترك بين اليمن والسودان في تقنين وجود القوات المسلحة السودانية في اليمن، خاصة وأن الاتفاق الموقع تضمن بنداً يقضي بتمديد وجود القوات السودانية في اليمن، وإيفاد دفعات جديدة، إضافة إلى تجنيد مرتزقة من جنوب السودان خارج الدفاع.
- من المتوقع أيضاً أن تسهم اتفاقية التعاون العسكري المشترك بين السودان واليمن في تطوير نمط العلاقات الثنائية القائم بينهما، وهو ما قد يساعد في دعم فكرة إعادة إحياء تجمع صنعاء للتعاون الذي تم تأسيسه في عام 2002 وكان يضم كل من اليمن والسودان وأثيوبيا والصومال.
- من المتوقع ألا يقتصر التعاون العسكري بين الدولتين على مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات فقط، بل سيمتد لإرسال المزيد من القوات المسلحة السودانية إلى اليمن ونشرهم على جبهات القتال في مواجهة الميليشيات الحوثية وذلك في إطار التعاون العسكري الثنائي بين الخرطوم وصنعاء.