ما الجديد: الاستراتيجية الصينية في ضوء تفشي جائحة "كوفيد-19"

ما الجديد: الاستراتيجية الصينية في ضوء تفشي جائحة "كوفيد-19"

شددت العديد من الدول مؤخراً من قيودها على الوافدين من الصين بسبب موجة انتشار جائحة "كوفيد-19" مؤخراً، وتباينت تلك القيود ما بين حظر كامل، مثل قيام المغرب في 31 ديسمبر 2022 بفرض حظر على دخول الوافدين من الصين مهما كانت جنسياتهم اعتباراً من 3 يناير 2023 وحتى إشعار آخر، بينما قامت دول أخرى مثل الولايات المتحدة واستراليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا  بفرض تقديم نتيجة اختبار تثبت الخلو من الإصابة بـ"كوفيد-19" على المسافرين القادمين من الصين.

التحليل:

- يأتي تشديد القيود على القادمين من الصين بعد ورود أنباء عن تزايد عدد الحالات اليومية بشكل كبير، وذلك في ضوء قرار بكين في ديسمبر 2022 بعدم نشر البيانات اليومية لإصابات ووفيات "كوفيد-19" بعد زيادة حادة في أعداد الإصابات إثر تخفيف مفاجئ للقيود الصارمة، كذا الغاء إلغاء الحجر الصحي الإجباري للقادمين من خارج البلاد اعتبارا من 8 يناير 2023.

- تسعى الصين، عبر تخليها عن سياسية "صفر كوفيد"، محاولة احتواء التبعات السلبية على اقتصادها بسبب الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، من حيث استمرار الاضطرابات العامة المتزايدة والضغط المالي الذي تواجهه العديد من دول العالم، حيث تستهدف بكين تقديم نموذج فريد في الأداء الاقتصادي في عام 2023، والمرور مرحلياً من أزمة انتشار"Bf.7" (المتحور الجديد لـ"كوفيد-19")، واستعادة دورها في تعزيز سلاسل الامداد العالمية في أسرع وقت، وذلك بعد محاولات تحييدها عن ذلك الدور.

التوقعات:

- يُرى أن سياسة بكين في 2023 ستركز على إعادة الثقة في اقتصادها وقدرته على توفير الدعم لكافة الاقتصادات المتعثرة عبر العديد من الأشكال، سواء عبر تصدير المنتجات نهائية الصنع والوسيطة متجاوزة أي تعطل عالمي محتمل في قطاع الشحن، كذا عقد العديد من الاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف التي تعيد مبادرتها "الحزام والطريق" إلى الواجهة مرة أخرى، وقد يتضمن ذلك أيضاً إعادة جدولة ديونها المستحقة على بعض الدول أو حتى الغاء جزء منها في إطار مخطط تحسين صورتها عالمياً، وذلك في الوقت الذي قد تعاني فيه العديد من الدول الكبرى من الصدمات الاقتصادية كذا احتمالية تفشي المتحور "Bf.7".

- إن تخلي الصين عن تشددها بعد مرور ثلاثة اعوام منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، يبرز سعيها لاستعادة دورها في السوق العالمي، وذلك من خلال تخطي موجة العدوى الحالية في أسرع وقت، والمرجح انتشاره في العالم خلال الربع الأول من عام 2023، بينما ستكون تلك الموجة انتهت في الصين (على غرار الموجات السابقة)، لتبدأ الحكومة الصينية في تحفيز ودعم النشاط الاقتصادي في الوقت الذي تعاني منه العديد من الدول من الاغلاق وتعطل سلاسل الامداد، لتصبح الصين هي البديل المتاح للاعتماد عليها في تعزيز سلاسل الامداد العالمية.