أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن "عبد الفتاح البرهان" مباحثات ثنائية مع الجنرال "محمد إدريس ديبي" رئيس الفترة الانتقالية في تشاد، في 29 يناير الجاري بالعاصمة التشادية "نجامينا"، تناولت تأمين الحدود المشتركة بين الدولتين، ومناقشة القضايا المثارة ذات الاهتمام المشترك، كما قام الجنرال "حميدتي" نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بزيارة لتشاد في 30 يناير الجاري لإجراء مباحثات للحد من النزاعات القبلية وملف الحدود مع الجانب التشادي أيضاً.
التحليل:
جاءت هذه الزيارة بناءاً على الدعوة التي وجهها الجنرال "ديبي" للفريق "البرهان" التي سلمها له "إدريس بوي" مبعوث رئيس المجلس العسكري التشادي، واكتسبت هذه الزيارة أهمية خاصة نظراً لعدة اعتبارات رئيسية، من أهمها ما يلي:
- الدعم السوداني للإجراءات التي يتخذها المجلس العسكري في تشاد من أجل تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، وخاصة عقب اختتام مؤتمر الحوار الوطني التشادي وتشكيل حكومة انتقالية ومؤسسات انتقالية في تشاد، وهو ما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين الخرطوم ونجامينا.
- تركيز الزيارة على تفعيل "القوة الثلاثية المشتركة" بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى لحل مشكلة التوترات الأمنية في منطقة الحدود المشتركة بين الدول الثلاث.
- تركيز المباحثات على الوضع في إقليم دارفور، وما أسفرت عنه من اتفاق سوداني تشادي على إبعاد جميع القوات من حدود غرب دارفور، والإبقاء على القوات السودانية التشادية المشتركة وتعزيز قدرتها العملياتية لحسم كثير من التداخلات والتشكيلات المسلحة المتواجدة هناك، وخاصة في ظل تكرار هجمات بعض الميليشيات التشادية المسلحة على القبائل القاطنة في دارفور، وما يمكن أن يترتب على ذلك من توترات سياسية وعسكرية بين السودان وتشاد.
- الاتفاق بين السودان وتشاد على تبادل المعلومات والاستخبارات بين أجهزة الأمن في البلدين، واتخاذ إجراءات فاعلة لاحتواء ظاهرة "الهجرة غير النظامية" وتهريب الأسلحة، كما تم الاتفاق على عقد "المنتدى عبر الحدود حول الأمن والتنمية" قبل نهاية العام الحالي في مدينة "أبشي" التشادية.
- توافق الرؤية السودانية والتشادية تجاه الأزمة الليبية، والتأكيد على ضرورة تسويتها سياسياً، حيث ترى الدولتان أن استمرار الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في ليبيا من شأنه التأثير سلباً على الأمن القومي السوداني والتشادي.
- الاتفاق بين السودان وتشاد على التنسيق المشترك بين الأجهزة المختصة حول الأوضاع في أفريقيا الوسطى بما يحقق الأمن والاستقرار في الإقليم، وخاصة بعد إعلان الجنرال "حميدتي" قائد قوات الدعم السريع إفشال محاولة لتغيير النظام في أفريقيا الوسطى انطلاقاً من السودان، وهو ما دفع السلطات السودانية للقيام بإغلاق الحدود مع أفريقيا الوسطى، وذلك بعدما أبدت تشاد وفرنسا قلقهما إزاء انتشار قوات الدعم السريع على الحدود مع أفريقيا الوسطى.
التوقعات:
- من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تفعيل القوة العسكرية المشتركة بين السودان وتشاد لتأمين الحدود المشتركة بينهما في ظل تصاعد المخاطر الأمنية في تلك المنطقة.
- أن تسهم الإجراءات الأمنية المشددة التي تم الاتفاق عليها بين الخرطوم ونجامينا في الحد من الأنشطة المتصاعدة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في المناطق الحدودية المشتركة.
- أن تشهد الفترة القادمة استمرار مظاهر التعاون والتنسيق الأمني والعسكري بين السودان وتشاد في محاولة لضبط الحدود المشتركة بينهما، وقد يشمل ذلك التوقيع على اتفاقيات امنية وعسكرية جديدة.