عقد الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، في 3 فبراير الجاري، اجتماعين منفصلين، مع سفير السودان إبراهيم محمد أحمد، والقائم بالأعمال التشادي بشير تريبو عبود، وسفير النيجر إسيك إيغ غاتو، المعتمدين لدى ليبيا بمقر البعثة الأممية في العاصمة طرابلس، تلاه اجتماع افتراضي مع مندوبي كل من الغابون وغانا وموزامبيق أعضاء المجموعة الأفريقية بمجلس الأمن الدولي، لمناقشة الوضع السياسي والأمني بشكل عام في ليبيا.
التحليل:
جاء اجتماعي باتيلي مع السفراء الأفارقة بمجلس الأمن الدولي، وسفراء السودان وتشاد والنيجر في طرابلس، قبيل إحاطته المرتقبة لمجلس الأمن الدولي التي يتوقع أن يعلن خلالها عن خطته لحلحلة الأزمة السياسية. وقد تبادل باتيلي في اجتماعه مع سفراء السودان وتشاد والنيجر، الآراء بشأن الأزمة المستمرة في ليبيا، والديناميات الأمنية في دول الجوار. بينما اطلع ممثلي المجموعة الأفريقية بمجلس الأمن الوضع السياسي العام في ليبيا، ومناقشات المسار الدستوري، والوضع الأمني بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، وانعكاسات ذلك على منطقة الساحل.
وخلال الاجتماعين قدم باتيلي للدبلوماسيين الأفارقة ثلاث مطالب رئيسية تمثلت في التالي:
- ضرورة زيادة دول الجوار من دعمها لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، من أجل تنفيذ خطة العمل المتعلقة بانسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب. وهو ما يأتي في إطار التحضير لعقد الاجتماع المرتقب للجنة مع المسؤولين في دول الجوار.
- ضرورة التضامن وتنسيق الجهود بين البعثة الأممية ودول الجوار باعتبارهما ضرورة لبناء الاستقرار والسلام في ليبيا، ورافعة للتكامل الإقليمي، وذلك من خلال حث المجموعة الأفريقية على مزاحمة القوى الإقليمية والدولية في تسوية الأزمة الليبية باعتبارها المجموعة الأحق بقيادة الجهود الدبلوماسية حيال تلك الأزمة.
- التأكيد على أهمية مشاركة الاتحاد الأفريقي في حل الأزمة متعددة الأبعاد في ليبيا، ما يمكن فهمه على أنه دعم أممي صريح للقيادة الأفريقية لعملية المصالحة الوطنية التي تجري من قبل مؤسسات الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع المجلس الرئاسي الليبي.
- التأكيد على ضرورة دعم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وهي إشارة ضمنية لطلب باتيلي الخاص من المجموعة الأفريقية لدعم مهمته على رأس البعثة الأممية في ليبيا، في ظل حالة الترقب الدبلوماسية حيال خطته التي قد يعلنها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الجاري، وإصرار بعض القوى الكبرى على تعيين نائب له للشؤون السياسية وهو المنصب الرئيسي في البعثة الذي تتنافس عليه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وكانت تشغله في السابق الأميركية ستيفاني وليامز.
التوقعات:
- من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة محاولات غربية مكثفة تهدف إلى تحجيم التأثير الإقليمي على الملف ليبيا، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض آلية «الترويكا» التي تأسست قبل 4 سنوات بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
- ظهور معارضة دبلوماسية لقيادة باتيلي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وذلك بناء على ما ستتضمنه خطته المرتقبة لدفع العملية السياسية في ليبيا التي سيعلنها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الجاري، والتي من الأرجح سوف تنصب على التعجيل بعقد الانتخابات.
- عودة المبادرات الدبلوماسية المتنافسة على تسوية الأزمة الليبية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، في حال لم ينجح باتيلي في حشد الدعم اللازم لخطة الأمم المتحدة الجديدة لتسوية الأزمة الليبية والتي تأمل المنظمة الدولية من خلالها تخطي الجمود السياسي والوصول إلى مرحلة الانتخابات.