أبعاد مبادرة التعاون الاماراتية الهندية الفرنسية

أبعاد مبادرة التعاون الاماراتية الهندية الفرنسية

أعلنت الإمارات وفرنسا والهند في بيان مشترك يوم 4 فبراير 2023، عن تأسيس مبادرة تعاون ثلاثي بينهم ووضع خريطة طريق لبدء تنفيذها، وستكون المبادرة بمثابة منتدى لتنفيذ مشاريع التعاون في مجالات عدة منها الطاقة والتغير المناخي، على أن يتضمن ذلك التعاون بين الوكالات الإنمائية من البلدان الثلاثة، وتنظيم مجموعة من الفعاليات الثلاثية المشتركة في إطار رئاسة الهند لمجموعة العشرين، واستضافة الإمارات  لمؤتمر "كوب-28".

التحليل:

- تأتي المبادرة في إطار مواكبة التطورات الدولية بعد الحرب الروسية/ الأوكرانية والتحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي على كافة المستويات، ورغبة الهند وفرنسا في توفير إمدادات مستدامة من النفط خلال السنوات الامارات، كذا ضمان صادرات غذاء من فرنسا والهند لدول الشرق الأوسط بما فيها الامارات، على أن يكون للامارات دور مهم في نقل وتوزيع تلك السلع الاستراتيجية بين الشرق والغرب، وفي نفس الوقت التركيز على مجالات الطاقة المتجددة التي من المتوقع أن يكون للهند وفرنسا دور متقدم فيهما للتطور التكنولوجي في البلدين في تلك المجالات، وذلك بالتعاون مع الامارات التي تريد احداث تطور نوعي في تلك المجالات على أراضيها لتصبح رائدة إقليمياً ودولياً في قطاع الطاقة، كما ان المبادرة الثلاثية  قد تكون تمهيداً لضم فرنسا لمجموعة I2U2 التي تشمل الامارات، والهند، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

- من جهتها، تسعى فرنسا إلي زيادة دورها في الشرق الأوسط عبر أدوات اقتصادية، وهو ما دلل عليه زيارة وزيرة خارجيتها للسعودية والامارات في مطلع شهر فبراير 2023، كذا توقيع اتفاق شراكة استراتيجية شاملة بين فرنسا والعراق في يناير 2023، وكان من أبرز ما تم بحثه في تلك الزيارات تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، سواء الأحفورية أو المتجددة، كذا تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة، وهو ما يضمن إمدادات الطاقة سواء النفط او الغاز الطبيعي بدون تعطيل للدول الأوروبية المستوردة لهما.

التوقعات:

- من المرجح أن تزداد التحركات الفرنسية الفترة المقبلة تجاه دول الشرق الأوسط، وتحديداً دول جنوب المتوسط، لتعزيز التعاون في قطاع الطاقة وبما يضمن لباريس استيراد كميات من النفط والغاز لتعويض منع استيرادهما من روسيا بشكل كامل، وذلك وفق توجيه الاتحاد الأوروبي بذات الشأن، وقد يصاحب ذلك تعزيز العلاقات البينية بين فرنسا ودول المنطقة خاصة في المجالات التنموية التي شهدت تراجعا في العديد من تلك الدول بسبب التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد-19" والحرب الروسية/ الأوكرانية.

- لا يستبعد أن تشهد الفترة المقبلة إنشاء تكتل موسع نواته الهند والامارات يضم الدول الواقعة ضمن حزام الدول المطلة على المحيط الهندي والشرق الأوسط وشمال البحر المتوسط، وذلك بهدف تعزيز تبادل السلع الاستراتيجية (طاقة وغذاء)، وقد يتضمن ذلك اتفاقات عسكرية لتأمين حركة نقل تلك البضائع بين دول التكتل، وذلك في ضوء عدم وجود اتفاقات مفعلة وملزمة بذات الشأن، والتحسب من التهديدات الإيرانية واحتمالية تزايد القرصنة عند مضيق باب المندب وخليج عدن.