أعلنت وكالة الطاقة الدولية في 10 فبراير 2023 عن عقد اجتماع في 15 فبراير 2023 لمناقشة أزمة الغاز العالمية، يضم وزراء من نحو 40 دولة، ويستهدف الاجتماع مراجعة حالة أسواق الغاز الطبيعي، ومناقشة إجراءات تعزيز أمن الإمداد وسط أزمة الطاقة العالمية، مع التركيز على الإجراءات التي يمكن اعتمادها لدعم وضع سوق الغاز في أوروبا على المدى القصير بطريقة تتماشى مع انتقال الطاقة على المدى الطويل وأهداف المناخ.
التحليل:
- تستهدف القمة التنسيق بين الدول المستهلكة للغاز الطبيعي حول العالم لمواجهة أزمة الطاقة الراهنة التي نتجت عن الحرب الروسية/ الأوكرانية، وهو ما يفسر عدم ذكر حضور الدول المنتجة للغاز بالشرق الأوسط للاجتماع (وفق ما جاء على الموقع الالكتروني لوكالة الطاقة الدولية)، حيث اختص الاجتماع بالدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية والدول غير الأعضاء بالمناطق التي تضم كبار مستهلكي الغاز الطبيعي.
- يأتي عقد القمة في ذلك التوقيت كدلالة على استمرار تصعيد الضغوط المتبادلة بين روسيا والغرب، وهو التصعيد الذي قد يسفر عن تهديد إمدادات الغاز الطبيعي للدول الأوروبية، في ضوء احتمالية اتجاه دول الاتحاد الأوروبي لفرض حصار أكثر تشدداً على صادرات الغاز الطبيعي لروسيا خلال الفترة المقبلة، والذي من ضمنه تفعيل تطبيق سقف على سعر الغاز الطبيعي في حالة تجاوزه 180 يورو للميجاوات/ ساعة (بناءاً على اتفاق وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي في 19 ديسمبر 2022)، والمقرر ان يبدأ في 15 فبراير 2023.
التوقعات:
- لا يستبعد أن يتم طرح فكرة فرض سقف لسعر الغاز الطبيعي حول العالم في مواجهة ارتفاع أسعاره بشكل مطرد منذ عام 2022، إضافة إلي بحث كيفية تقليص الطلب على الغاز الطبيعي لاحتواء ارتفاع سعره، وضرورة تبادل الطاقة والغاز الطبيعي الفائض بين الدول المستهلكة للطاقة في أوقات الأزمات، وبما يعني أن هناك توجه لاستحداث ما يمكن أن يُطلق عليه "مظلة أمان" تتضمن آلية عالمية لتبادل الغاز الطبيعي الفائض بين الدول المستهلكة الصافية للطاقة، علماً بان الصين كانت تقوم ببيع فائض الغاز المسال لديها لأوروبا في 2022.
- من الواضح أن هناك تخوف غربي من تفاقم أزمة الغاز الطبيعي خلال الأشهر المقبلة، وهو ما عكسه تصريح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "فاتح بيرول" بأن أزمة الغاز لم تنتهي، وفي هذا السياق من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصعيداً بين روسيا والدول الغربية تكون نواته توظيف سلاح الطاقة، لتشهد أسعار الطاقة العالمية هزات جديدة، وهو ما دلل عليه إعلان موسكو مؤخراً عن تخفيض إنتاجها للنفط بنحو 500 الف برميل يومياً في مارس 2023، وذلك رداً على العقوبات الغربية المفروضة على صادرات النفط الروسي.