ضغوط أمريكية لاحتواء التنامي الاقتصادي للصين
كثفّت الولايات المتحدة الفترة الأخيرة من ضغوطها على الصين، ومن مظاهر ذلك فرضها في 18 ديسمبر 2020 عقوبات على 59 كياناً صينياً، وذلك تحت مبرر إضرارها بمصالح واشنطن وحلفاءها، إضافة إلى إعلان “إس أند بي داوجونز إندستريز" للمؤشرات في 10 ديسمبر من نفس العام أنها ستحذف إجمالي 21 شركة صينية من مؤشراتها للأسهم والسندات قبل مطلع يناير 2021، التزاماً بأمر تنفيذي لإدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بحظر شراء بعض الأوراق المالية الصينية من قبل المستثمرين الأمريكيين، والذي سيدخل حيز التنفيذ في 11/1/2021.
تعليق: تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتقويض النفوذ المتنامي للصين، عبر اتخاذ تدابير مضادة لمخطط بكين الرامي لتعزيز دورها العالمي في مجالات التجارة والدفاع والتكنولوجيا، وفي هذا السياق قد تركز إدارة "جو بايدن" جهودها الفترة المقبلة على تأسيس تحالف غربي للضغط على الصين، الأمر الذي دفع بكين لاتخاذ خطوات استباقية لتعزيز علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما دلل عليه محاولة إبرام الاتفاقية الشاملة للاستثمار بين الجانبين، والتي ستضع معظم شركات دول الاتحاد الأوروبي على قدم المساواة مع نظيرتها الصينية في الصين، وبالمثل إتاحة بعض الفرص للشركات الصينية للدخول في مجالات الطاقة المتجددة في أوروبا.
خط قطار للربط بين تركيا والصين
أعلنت وزارة الخارجية التركية في 4 ديسمبر 2020 انطلاق أول قطار شحن بضائع من تركيا إلى الصين، يمر عبر 5 ولايات تركية، ثم يعبر الحدود ليمر عبر جورجيا، ومنها إلى أذربيجان، وكازاخستان قبل دخول مقاطعة "شيان" الصينية، ويُشار إلى أن القطار يقطع مسافة 8693 كيلومتراً بين الصين وتركيا، ويسلم شحنته في غضون 12 يوماً.
تعليق: تأتي التحركات التركية لزيادة دورها كمعبر رئيسي للربط بين الشرق والغرب، خاصة وأن خط السكة الحديدية المذكور يمتد إلى جمهورية التشيك مروراً ببلغاريا، وصربيا، والمجر، وسلوفاكيا، وتبلغ زمن الرحلة بين تركيا والتشيك 6 أيام، مما يساهم في ترسيخ مكانة أنقرة عالمياً في مجال النقل، كما أن تركيا تحاول تنويع مسارات حركتها الخارجية في مواجهة محاولات احتواءها غربياً (من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) عبر الاتجاه شرقاً، وفي نفس الوقت التناغم مع التحرك الصيني لتسويق شبكة ممرات طريق الحرير البري، ويعزز من ذلك التوجه الإصرار التركي على زيادة صادراتها للخارج لمواجهة تدهور اقتصادها، خاصة بعد التداعيات الناتجة عن جائحة "كوفيد-19".