أبرز التطورات الاقتصادية خلال الفترة (4-11 يناير 2021)

بواسطة: 

تزايد جاذبية العملات الرقمية

توقع بنك "جي بي مورجان" الاستثماري، في 5 يناير الجاري، ارتفاع سعر عملة "بتكوين" في الأجل الطويل لتصل إلى نحو 146,000 دولار، بناءاً على افتراض أن العملات الرقمية ستزداد شعبية كبديل للذهب على المدى البعيد.

التعليق: تأتي توقعات "جي بي" بعد الارتفاعات التي حققتها عملة بتكوين، وتهافت المستثمرين عليها لتحل محل الاستثمارات التقليدية مثل الذهب، خاصة وأنها أتاحت خلال شهر أرباح بنحو 85%، حيث ارتفع سعرها من 19 الف دولار في 6 ديسمبر 2020 إلي نحو 35.4 الف دولار في 6 يناير الجاري، إلا أن شراء تلك العملة يقوم بالأساس على المضاربة فيها وليس الاستثمار طويل الأجل، نظراً لما تحققه من أرباح في فترات زمنية قصيرة، وهو ما دلل عليه تذبذبها بنسب كبيرة، حيث انخفضت خلال يوم (في 4 يناير الجاري) بنحو 15% نظراً لتزايد بيعها لجني الأرباح، لتبدأ بعدها موجة صعود أخرى، ولعل تصريح "جي بي" سالف الذكر من احدى عوامل الصعود، بما يشير إلي أن الشائعات والتكهنات هي التي تتحكم في سعر العملات الرقمية، وليس على أساس تقني (مثل التحليل المالي والفني للأسهم)، مما يجعل الاستثمار في تلك العملة مرتفع المخاطر بشكل كبير.

 

الهند وتعزيز قطاع التجارة الخارجية

أبلغت الهند منظمة التجارة العالمية أنها تتفاوض حالياً على إبرام اتفاق للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، واتفاق تفضيلي مع الاتحاد الجمركي للجنوب الإفريقي.

التعليق: يأتي التحرك الهندي في إطار التنافس الإقليمي مع الصين، مستهدفاً زيادة التغلغل في دول مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، فضلاً عن تعميق التعاون التجاري وفتح أسواق جديدة في القارة الافريقية، خاصة وأن اقتصاد الهند يعتمد بشكل كبير على قطاع التجارة، حيث يمثل نحو 40% من ناتجها المحلي الإجمالي، ويعزز من ذلك التوجه أن الدول النامية بحاجة إلى المنتجات ذات التكنولوجيا المتقدمة والأدوية خاصة بعد جائحة كورونا، وهما المجالين التي برعت فيهما الهند خلال الأعوام السابقة، الأمر الذي يشير إلي ان السنوات المقبلة قد تشهد تزايد التغلغل الهندي في أسواق الشرق الأوسط والقارة الافريقية، والتي غالبيتها دول نامية وفقيرة تتناسب حاجتها مع المنتجات الهندية ذات الجودة المحدودة والسعر الرخيص نسبياً.  

 

التمدد الصيني في امريكا الجنوبية

أعرب الرئيس الصيني في 4 يناير الجاري، عن استعداد بلاده للعمل مع الأرجنتين؛ لتعزيز التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وأن بلاده تولي اهتماماً كبيراً بتنمية العلاقات الصينية الأرجنتينية، وهو ما قُوبل بترحيب من الرئيس الأرجنتيني الذي أكد أن مبادرة الحزام والطريق ستساعد على تعميق الاتصال والتفاهم بين البلدين.

التعليق: يعكس التحرك الصيني تجاه الأرجنتين الرغبة في توسعة مبادرة طريق الحرير عبر ضم دول أمريكا الجنوبية ذلت الثقل للمبادرة، وتبدأ بكين في هذا الصدد باستقطاب الدول التي تتسم علاقتها بها بتعاون اقتصادي وثيق، مثل الأرجنتين التي رفعت علاقتها بالصين في 2014 إلى شراكة استراتيجية شاملة، كما تكشف دلالة توقيت التحرك الصيني عن الرغبة في زيادة نفوذها في امريكا الجنوبية، التي تعتبر منطقة نفوذ تقليدية للولايات المتحدة الأمريكية، وبما يعد ورقة جديدة قد توظفها بكين في إطار تنامي التنافس بين البلدين، ويُشار في هذا الصدد إلي أن جائحة كورونا قد اتاحت لبكين العديد من الفرص زيادة تعاونها مع العديد من دول العالم ضمن ما أطلقت عليه "طريق الحرير الصحي"، وهو ما يعزز من فرص تعاون الصين مع دول الجنوب غير المنضمة لمبادرة "الحزام والطريق" لتصبح منضوية تحت المبادرة ضمنياً.

 

تعليقات القراء