ارتفاع معدلات التضخم
تشهد العديد من الدول والمناطق حول العالم ارتفاعاً في الأسعار، ومن شواهد ذلك ما كشفه مكتب الإحصاء للاتحاد الأوروبي "يوروستات"، بأن معدل التضخم في الدول الأعضاء في منطقة اليورو (19 دولة) أرتفع بنسبة 3% في أغسطس 2021، مقارنة مع 2.2% في يوليو، وهو ما يتجاوز استهداف البنك المركزي الأوروبي معدل تضخم 2%، إضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً في أغسطس 2021 بنسبة 33% مقارنة بأغسطس 2020 (وفق مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء).
تعليق: تأتي الارتفاعات في معدلات التضخم كنتيجة للتعافي الاقتصادي التدريجي، واستمرار برامج التيسير النقدي في مواجهة تداعيات جائحة "كورونا"، إضافة إلي عودة العديد من الدول لتطبيق الإجراءات الاحترازية التي أدت لتراجع المعروض من السلع وبالتالي ارتفعت أسعارها، وكذا تعطل سلاسل التوريد بسبب تلك الإجراءات، مما زاد إجمالي تكلفة الإنتاج، مع الوضع في الاعتبار التزايد في أسعار الطاقة خاصة الغاز الطبيعي، الأمر الذي يرجح اتجاه العديد من الدول لبدء التخفيض التدريجي لبرامج التيسير النقدي، مع استمرار دعم بعض القطاعات الحيوية التي ستؤدي لتراجع تكلفة الإنتاج، مثل قطاع الطاقة والنقل، وفي نفس الوقت قد يتم الاعتماد على سياسات ضريبية انتقالية، أي تخفيض الضرائب مع منح التسهيلات، للموازنة بين وقف برامج التيسير النقدي وضمان عدم الدخول في ركود.
الانتهاء من مشروع خط انابيب "السيل - الشمالي2"
أعلنت شركة الغاز الروسية "غازبروم" في 10 سبتمبر الجاري، الانتهاء بشكل كامل من مد أنبوبي "السيل الشمالي-2" (المخصص لتوريد الغاز الروسي لألمانيا)، وفي هذا السياق ذكرت وكالة "بلومبرج" في تقرير سابق أنه سيتم ضخ الغاز عبرهما اعتباراً من 1 أكتوبر المقبل، لافتة إلى أن قرار وصول الغاز الروسي إلى ألمانيا يعتمد على السلطات في برلين.
تعليق: واجه مشروع "السيل الشمالي-2" العديد من الضغوط الأمريكية، وذلك في إطار رفض واشنطن الاحتكار الروسي لتوريد الغاز الطبيعي للقارة الأوروبية، إلا أنه في المقابل رأت العديد من الدول الأوروبية أهمية ذلك الخط لتأمين الغاز الطبيعي، وعلى رأسها المانيا، خاصة مع عدم تقديم الولايات المتحدة الأمريكية بدائل لوقف الاحتكار الروسي، حيث أشارت واشنطن سابقاً إلي إمكانية زيادة اعتماد أوروبا على الغاز القطري، او غاز شرق المتوسط، أو الغاز الأمريكي، في إطار تنويع مصادرها من الغاز الطبيعي وعدم الانكشاف على روسيا، وفي هذا السياق لا يُستبعد ان تقوم واشنطن الفترة المقبلة بمحاولة تفعيل مبادراتها بذات الشأن (تنويع المصادر الغازية لأوروبا)، خاصة وأن هناك ترجيحات باتجاه أوروبا لزيادة الاعتماد على الغاز الروسي في ظل النقص الذي تعاني منه في ذلك المورد.