أبرز التطورات والتوجهات الاقتصادية (خلال الفترة 16 - 30 سبتمبر 2022)

المهادنة التركية مع الولايات المتحدة

شهدت الفترة الماضية عدداً من المواقف التركية التي كشفت رغبتها في عدم احداث توتر في علاقاتها مع واشنطن، ومن أبرز المواقف التركية في هذا الصدد ما يلي:

  • تصريح الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" في23 سبتمبر 2022، أثناء لقاءه مع مراسلين على هامش مشاركته في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن بلاده تدرس بدائل لنظام بطاقات الدفع الخاصة الروسية MIR.
  •  ما كشفه رئيس اتحاد المصدرين الأتراك "مصطفى جولتبه" في 24 سبتمبر 2022، بأن أنقرة تدرس إمكانية استخدام المقايضة في التجارة مع روسيا حال إغلاق نظام الدفع MIR نتيجة تعزيز ضغط العقوبات.

التعليق:

- تأتي المواقف التركية السابقة لامتصاص غضب الإدارة الأمريكية بعد تصعيدها مؤخراً ضد كيانات تركية، والذي أبرزه تهديد وزارة الخزانة الأمريكية (في أغسطس 2022) بفرض عقوبات على أي أشخاص او كيانات تركية ستدعم الكيانات الروسية المفروض عليها عقوبات، وذلك لأن الإدارة الأمريكية ترى أن موسكو تحاول الالتفاف على العقوبات عبر وضع الشركات والبنوك التركية في الواجهة، ومن ثم تقوم بإدارة أنشطتها من خلال تلك الكيانات.

- تحاول أنقرة الوقوف في منتصف الطريق بين روسيا والولايات المتحدة، نظراً لحاجاتها لإمدادات الطاقة الروسية من نفط وغاز وكذا القمح الروسي، وفي نفس الوقت تستفيد تركيا من التصدير للسوق الأمريكي، إضافة لاستيراد الغاز المسال الأمريكي، ويصاحب ذلك محاولة أنقرة توظيف الاستقطابات الأمريكية/ الروسية الحالية، ويدلل على ذلك إشارة الرئيس أردوغان أُثناء لقاءه رجال أعمال أمريكيين في 21 سبتمبر 2022، بأن بلاده تريد زيادة شراء الغاز الأمريكي في الفترة المقبلة ولكن بشروط أفضل، وبالتالي يرى النظام التركي أن التوازن في العلاقات مع واشنطن وموسكو هي الوسيلة الأمثل في تأمين إمدادات الطاقة منهما، في ضوء حاجة تركيا الملحة للطاقة لدعم اقتصادها الذي يعاني من الصدمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة.

فنزويلا ترحب باستخدام الروبل لجذب السياح الروس:

صرّح وزير الخارجية الفنزويلي "كارلوس فاريا" (على هامش مشاركته في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة) بأن بلاده سترحب بتوسيع استخدام الروبل الروسي في منتجعاتها وتأمل في استعادة تدفق السياحة من روسيا في المستقبل القريب، لافتاً إلي أنه تم تعليق استقدام السياح الروس لفنزويلا بسبب منع العقوبات المفروضة على روسيا من استخدام الطرق المعتادة لإرسال طائرات إلى أمريكا الجنوبية، مشيراً إلي انه سيتم استئنافها، وهذا سيساعد بشكل كبير على تطوير السياحة في فنزويلا.

التعليق:

- يعكس تصريح المسئول الفنزويلي أن هناك نوع من أنواع المنافسة على جذب السياحة الروسية، خاصة بعد التلويح الأمريكي بفرض عقوبات على البنوك التركية في حالة استمرار استخدامها بطاقات الدفع الروسية MIR، مما يشير لاحتمالية وقف أنقرة التعامل بها، وهو ما قد يدفع السياح الروس للاتجاه إلى وجهات سياحية اخرى تتعامل بتلك البطاقات، ويُشار إلى أن بطاقات MIR معتمدة حاليا في عدة دول، مثل تركيا، وفيتنام، وأرمينيا، وغالبية دول آسيا الوسطى، وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وبالتالي لا يستبعد ان تتخذ فنزويلا خطوات جادة الفترة المقبلة لجذب السياح الروس عبر تقديم بدائل أخرى للتعاملات المالية داخل منتجعاتها، سواء عبر تبني بعض البنوك الفنزويلية نظام MIR، أو حتى الدفع بشكل مباشر بالروبل الروسي.

- إنالطرح الفنزويلي لجذب السياحة الروسية قد يدفع الولايات المتحدة لفتح حوار مع فنزويلا بهدف إثناءها عن تلك الخطوة، وقد يتضمن ذلك تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، خاصة وأن واشنطن لا تريد فتح المجال امام موسكو وكاراكاس لزيادة التقارب بينهما في ضوء تعدد محاور التعاون، والتي تتضمن الطاقة، والتبادل السياحي، والأدوية، والتعاون التقني والعسكري، لأن ذلك قد يمهد لمزيد من التواجد الروسي في قارة أمريكا اللاتينية وليس فنزويلا فحسب. 

تعليقات القراء