شهدت الفترة الأخيرة مؤشرات كثيرة على الدعم الروسي للسودان؛ كان أهمها زيارة نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوجدانوف" للسودان في 17 مارس 2019 والتي التقى خلالها بوزير الخارجية "الدرديري أحمد" ووزير الدفاع "عوض ابن عوف" وأكد على دعم بلاده للشعب السوداني وقيادته ممثلة في الرئيس "عمر البشير" وعلى استعداد روسيا لتقديم المساعدات اللازمة لتجاوز المرحلة الحالية، كما دعا الرئيس "البشير" لحضور القمة الروسية الأفريقية الأولى التي ستنظمها موسكو خلال شهر أكتوبر2019.
يأتي توقيت تلك الزيارة في إطار دعم مصلحة النظام السودانى سياسياً ومعنوياً لمواجهة الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات شبه اليومية المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد وتغيير نظام الحكم الحالى من جانب، وكمؤشر لتصاعد وتيرة تحسن العلاقات السياسية بين البلدين من جانب آخر، فضلاً عن التأكيد على عدة أمور رئيسية بين البلدين، من أهمها ما يلى:
والحق، أن لتلك الزيارة دلالات عدة على عمق المصالح الاستراتيجية بين الدولتين؛ أولاً: تشير هذه الزيارة إلى السعي الروسي لطرح نفسها كبديل عن الولايات المتحدة وتعمل على توظيف ذلك لتعزيز نفوزها الاستراتيجي في منطقة البحر الأحمر وشرق أفريقيا، ثانياً: إن تصاعد اهتمام الدولتين بتطوير مستوى العلاقات الثنائية بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، يكتسب أهمية خاصة من جانبهما، حيث تسعى روسيا إلى تعزيز وتوسيع نطاق أعمال شركاتها في أسواق منطقة الشرق الأوسط لتحقيق مكاسب اقتصادية ودعم نفوذها السياسي، فيما تبحث السودان عن شريك دولي موثوق به على المدى الطويل لكى تتمكن من تطوير قطاع الطاقة وتجاوز أزمة الوقود التي تعاني منها البلاد في الوقت الراهنة، أخيراً:رغبة السودان من سعيها للتقارب مع روسيا في استثمار للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة فيما يتعلق بمحاولات السودان رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومواجهة الضغوط الأمريكية على السودان فيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان والتعامل الأمني مع المتظاهرين.