يشغل استطلاع مستقبل الاوضاع التونسية جانباً هاماً من الاهتمامات الدولية التي تنوعت صورها ما بين مجموعات من التصريحات والتحركات الرسمية لعدد هام من الأطراف الدولية أبرزهم شركاء تونس الدوليين التقليديين، وذلك في اعقاب القرارات الرئيس التونسي التي بدأ اصدارها في 25 يوليو الماضي، بتجميد عمل البرلمان وإعفاء رئيس الوزراء من منصبه، وما لحق ذلك من قرارات استثنائية أخرى امتدت لمختلف قطاعات الدولة التونسية.
بداية تجدر الإشارة إلي ردود الأفعال الأوروبية حيث دعت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية كافة الأطراف في تونس لاحترام الدستور ومؤسساته وسيادة القانون، وتجنب اللجوء إلى العنف حفاظاً على استقرار البلاد"،[1] من جهة أخرى، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 26/7/2021 يتعين حل جميع النزاعات والخلافات عن طريق الحوار".[2]
أما على الصعيد الدُولي: فيمكن قراءة ملامحه وتحليله في السطور التالية
الموقف الألماني:
جاء التحرك الألماني وعلى مستوى وزارة الخارجية الألمانية في باكورة التفاعلات الغربية حيال الأوضاع السياسية في تونس، حيث قالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا أديباهر في 26/7/2021 من المهم العودة بسرعة إلى النظام الدستوري مع الالتزام بالحقوق والحريات، التي تعد من أهم إنجازات الثورة التونسية، وأكدت المتحدثة أن برلين لا تعتبر أحداث تونس "انقلابا"، حيث يؤكد الوضع التونسي على الحاجة لمعالجة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وبأن تعمل جميع الأجهزة الدستورية معاً بشكل بناء، مع ضرورة استعادة عمل البرلمان بسرعة. واضافت أن ثمة محادثات تجرى بين السفير الألماني في تونس مع الخارجية الألمانية، واخرى مع السفيرة التونسية في برلين.[3]
الموقف الفرنسي:
بينما جاء التفاعل الفرنسي مع الأوضاع في تونس، على أكثر من مستوى دبلوماسي رفيع، حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التونسي عثمان الجرندي بعد أقل من ثلاثة ايام على قرارات الرئيس التونسي، إلى سرعة تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تلبية تطلعات التونسيين.
كما احتل الوضع التونسي حيزاً هاماً من المباحثات الهاتفية بين وزيرا خارجية مصر وفرنسا اللذان عبرا عن دعمهما لمؤسسات الدولة في تونس، وذلك لإظهار توافق الرؤى بين البلدين حيال دواعي وجدوى ما اتخاذه الرئيس التونسي قيس سعيد مع قرارات استثنائية.
وتعزيزاً لذلك الموقف أعلن بيان للرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون أكد في اتصال مع نظيره التونسي على وقوف فرنسا إلى جانب تونس وشعبها في هذه اللحظة الحاسمة من أجل حفظ سيادتها وحريتها.[4]
الموقف الإيطالي:
كشف وزير الخارجية الإيطالي "لويجي دي مايو" اجرائه اتصال مع نظيره التونسي عثمان الجرندي في 28/7/2021 من اجل اتخاذ كل مبادرة لتجنب الصدامات والعنف في تونس، وقد أعلنت الحكومة الايطالية عن مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء، ماريو دراغي والرئيس التونسي حول الحاجة لاستعادة "النظام الدستوري" ومواصلة الدعم الإيطالي لتونس.[5]
فضلاً عن ذلك توافقت المفوضية الأوروبية المكلفة الشؤون الداخلية يلفا يوهانسن، ووزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزي،[6] على القيام بزيارة مشتركة إلى تونس حال تشكيل حكومة تونسية جديدة، وهو ما يمثل رغبة أوروبية مدفوعة بتحركات إيطالية رسمية نحو تشجيع الرئيس التونسي على تسريع وتيرة إعادة الاستقرار السياسي في البلاد وهو ما سيخدم خطط تأمين الحدود الخارجية للاتحاد بما فيها منطقة جنوب اوروبا والبحر المتوسط من مخاطر تدفقات الهجرة غير الشرعية نحو اوروبا، إذ تطالب إيطاليا بأهمية ان يتم استئناف مفاوضات ميثاق الهجرة واللجوء الجديد المقترح من المفوضية، في سبيل إعادة التوزيع الإجباري للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر، وتعزيز الإجراءات مع بلدان منشأ وعبور تدفقات الهجرة.
الموقف الأمريكي:
أما بالنسبة للتحركات الأمريكية حيال الأوضاع التونسية، فبجانب كل من الاعلان عن اتصال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالرئيس التونسي في 26/7/2021 لحثه على "الحفاظ على حوار منفتح مع كل الأطراف السياسية والشعب التونسي"،[7] وما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بأن بلاده "حثت بوضوح كل الأطراف في تونس على تجنب الأفعال التي قد تضر بالحوار الديمقراطي أو تؤدي إلى العنف، فضلاً عن انزعاج الخارجية الأمريكية من إغلاق مكاتب إعلامية في تونس، جاءت تحركات هامة على مستوى كبار مساعدي المكتب التنفيذي للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، حيث:
أولاً جرى اتصال هاتفي بين الرئيس التونسي ومستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" الذي أكد دعم إدارة الرئيس "جو بايدن" القوي للشعب التونسي، وهو ما يتطلب تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس وزراء قادر على تحقيق الاستقرار للاقتصاد التونسي ومواجهة جائحة كورونا، فضلاً عن ضمان عودة البرلمان المنتخب في الوقت المناسب.[8]
ثانياً كانت الأحداث في تونس أحد محاور مباحثات "جوي هود" اعلى ديبلوماسي امريكي بمنطقة الشرق الأوسط وهو مساعد وزير الخارجية الأميركي، مع كبار المسؤولين الجزائريين خلال زيارته للجزائر في 26 يوليو الماضي ضمن جولة اقليمية قام بها المسئول الأمريكي.
ثالثاً جاءت الزيارة الهامة للنائب الأول لمستشار الأمن القومي الأمريكي "جون فاينر" على رأس وفد امريكي رسمي إلى تونس، في 13/8/2021، وقد ضم الوفد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، "جوي هود"، وبعض ممثلي المجتمع المدني الأمريكي، وذلك بهدف لقاء عدد من ممثلي المجتمع المدني التونسي، من أجل إظهار الدعم الأمريكي لدوره في الحياة الديموقراطية واستكشاف طبيعة موقفه من المرحلة الراهنة في تونس.
واوضح بيان البيت الأبيض أن الوفد المذكور ناقش مع الرئيس التونسي الحاجة الملحة إلى تعيين رئيس وزراء، لتأليف حكومة قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والصحية العاجلة في تونس، وقد سلم الي الرئيس التونسي رسالة خطية من نظيره الأمريكي، تفيد بـما يلي: [9]
ملاحظات:
أولاَ اتسم الموقف الفرنسي بالدعم الصريح للقرارات التي اتخذها الرئيس التونسي في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، وهو موقف ليس بالجديد لفرنسا التي تعادي حركات الاسلام السياسي، وتتلاقي مواقفها مع الرئيس التونسي حيال عدد من القضايا الاقليمية خاصة القضية الليبية، إذ تعتبر تونس مجالاً حيوياً لسياسة فرنسا الخارجية، ويحرص كبار المسئولين الفرنسيين على زيارتها في اوج الأزمة السياسية التي وقعت بين الرئيس التونسي من جهة ورئيس الحكومة السابق هشام المشيشي الذي دعمت حركة النهضة وحلفائها، حيث كانت اخر التحركات الدبلوماسية الفرنسية زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس للإشراف اجتماعات الدورة الثالثة للمجلس الأعلى للتعاون الفرنسي التونسي، كما كانت فرنسا المحطة الأولى للرئيس التونسي في زياراته الخارجية المعدودة، حيث زارها قبل شهر من اتخاذه قرارات 25 يوليو، علماً بأنه شارك بالحضور في قمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية في مايو الماضي بدعوة من الرئيس ماكرون.
ثانياً أن تعدد التصريحات والتحركات الرسمية الأمريكية حيال الأوضاع في تونس قد يبدو في ظاهره محاولة للضغط على الرئيس التونسي لتسريع العودة للمسار الديموقراطي "عمل البرلمان" أو لتشكيل حكومة بطابع اقتصادي بعيدة عن التجاذبات السياسية، استجابة لبعض اللوبيهات والأقلام الغربية التي رأت في قرارات 25 يوليو التونسية مناورة أو انقلاب، لكن الموقف الأمريكي الرسمي في حقيقة الأمر لم يُترجم في شكل ضغوط حقيقية خاصة أن:
وتأمل الولايات المتحدة أن تتخذ تونس من التجربة الأمريكية نموذجاً في مجالات الملكية الصناعية والملكية الأدبية والفنية عبر إرساء برامج تحسين الشراكة الاقتصادية بصورة واقعية، لاسيما إذا اتخذت تونس خطوات جادة على طريق تنفيذ أحكام اتفاقيتي منظّمة التجارة العالمية لتيسير التجارة، وللتقييم الجمركي، وهو ما أكدت عليه نتائج زيارة الوفد الأمريكي برئاسة القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية "جوي هود" إلى تونس خلال الفترة (17 - 20 مايو الماضي)، فضلاً عن إمكانية انضمام تونس إلى قانون العلامات التجارية (معاهدة سنغافورة)، وهو ما المحت إليه كذلك نتائج الدورة التاسعة للمجلس التونسي الأمريكي للتجارة والاستثمار في 28/5/2021، والذي يرتبط مع مختلف برامج التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والأمنية.
كما يرتبط الاهتمام الأمريكي بتونس وغيرها من دول المنطقة، في إطار استراتيجية احتواء صعود الصين - ومن يدور في فلكها من قوى دولية وإقليمية - التي تسعى بخطى حثيثة نحو توسيع علاقات التعاون مع تونس، وكان اخر تلك المساعي اجراء رئيس مؤسسة "هواوي" الصينية لمنطقة شمال إفريقيا مباحثات مع رئيس تونس، في 19 اغسطس الجاري، اسفرت عن نتائج هامة لصالح تعزيز التعاون الصيني التونسي (إعلان أن هواوي ستنشئ مركز للبحوث والتطوير والتجديد بتونس، والمساهمة في تنفيذ مشروع المدينة الصحية بالقيروان ودعم التحول التكنولوجي والاقتصاد الرقمي بتونس وتوفير فرص عمل وتنمية المهارات وتوسيع الشراكات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية وتجهيز المدارس بقاعات إعلامية).
ثالثاً تنبع أهمية متابعة القوى الغربية بكيفية اطلاع الرئيس التونسي بكامل مهام السلطة التنفيذية، وإذا كانت ستنعكس ايجابياً على المصالح الاستراتيجية الغربية داخل تونس، حيث يقوم الرئيس التونسي بتنفيذ سياسة جديدة في التغيير والإصلاح الداخلي تمتد اثارها إلي مختلف الوزارات والقطاعات في الدولة، لاسيما الصحية والأمنية والنقل الجوي وقطاع انتاج الفوسفات الأمر الذي يساهم بدوره في استعادة خطوط الإنتاج والتصدير مع ملاحقة المتورطين في قضايا فساد مالي وإداري والحيلولة دون هروبهم من يد العدالة في الدولة التونسية.
رابعاً تتركز مخاوف القوى الغربية تجاه ما يمكن أن تحمله توقعات ما يمكن أن يحدث في تونس مستقبلاً، في الآتي:
وهكذا ربما تظل المواقف الغربية في عمومها غير متعارضة مع الحاجة الملحة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في تونس حتى وإن ظلت القرارات الاستثنائية في البلاد لفترة أطول، ولذا تتفق المواقف الغربية عامة على أن ما حدث في تونس ليس انقلاباً دستورياً، وفي المقابل ستبقى لغطة الخطاب التونسية الرسمية الموجهة للعالم الخارجي على أن منظومة ما بعد قرارات 25 يوليو جاءت متوافقة مع الدستور والشرعية لإنقاذ البلاد من ازماتها المتعددة، ولا تتعارض بالضرورة مع قيم الحرية والعدالة، وهو ما سيدعمه استمرار حراك 25 يوليو بالضغط الشعبي والمدني نحو تعديل الدستور واجراء انتخابات تشريعية مبكرة، علماً بأن بعض القوى السياسية والحزبية التونسية وبالأخص حركة النهضة لن تعترف بتلك المنظومة وستواصل في المقابل تجديد وتدعيم شبكة علاقاتها الخارجية (غير الرسمية) من أجل ممارسة ضغوط جديدة على الرئيس التونسي ومحاولة إظهار أن الدولة التونسية خرجت عن الممارسات الديموقراطية المتعارف عليها.
[1] - available at: https://www.swissinfo.ch/ara/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86/46817576
[2] - available at: https://jdd-tunisie.com/ar/2021/07/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%AB-%D8%AC%D9%85%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3/
[3] - available at: https://arabic.euronews.com/2021/07/26/germany-calls-on-tunisia-to-return-to-the-constitutional-order
[4] - available at: https://arabic.sputniknews.com/arab_world/202108071049790380-%D9%82%D9%8A%D8%B3-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%B9-%D9%88%D9%82%D8%AA-%D9%85%D9%85%D9%83%D9%86/
[5] - available at: https://www.adnki.net/AKI/?p=77813
[6] - available at: https://www.adnki.net/AKI/?p=77826
[7] - available at: https://arabic.rt.com/middle_east/1255834-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9/
[8] - available at: https://tn.usembassy.gov/ar/readout-by-nsc-spokesperson-emily-horne-of-national-security-advisor-jake-sullivans-call-with-president-kais-saied-of-tunisia/
[9] - Available at: https://tn.usembassy.gov/ar/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%aa%d8%ad%d8%af%d9%91%d8%ab%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%88%d9%85%d9%8a/
[10] - available at: https://www.afrigatenews.net/article/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%91%D8%B1-%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%91%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84%D8%A9/