تزايد تحديات الأمن الغذائي العالمي
تزايدت الأزمات التي هددت الأمن الغذائي العالمي الفترة الماضية، وذلك بسبب التغير المناخي الذي أثر على إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية، والفيضانات والحرائق في العديد من الدول، فضلاً عن تعطل سلاسل الإمداد الغذائي، ويدلل على ذلك تقرير وزارة الزراعة الأمريكية الشهري الصادر في 13 أغسطس الجاري، والذي توقع تراجع تقديرات محصول القمح في روسيا وكندا، وكذا تراجع تقديرات إنتاج الذرة وفول الصويا لعام 2021، الأمر الذي أفضى إلي ارتفاع أسعار تلك الحبوب، وهو ما دفع بعض الدول الرئيسية المشترية للحبوب في أفريقيا وآسيا عن الاحجام عن الشراء من الأسواق العالمية، أو تقليص مشترياتها.
تعليق: من المتوقع أن يستمر النمط التصاعدي لأسعار الغذاء العالمية خلال السنوات المقبلة، بما يطرح العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يجب التعامل معها، وذلك بسبب ازدياد عدد الجوعى وتزايد نسب الفقر، كما سيؤدي ارتفاع أسعار الغذاء إلى موجة جديدة من التضخم في العديد من الدول، خاصة تلك التي يمثل فيها الغذاء نسبة كبيرة من الإنفاق الاستهلاكي لمواطنيها، مما يسفر عن حدوث موجات جديدة من النزوح والهجرة، مع الوضع في الاعتبار تصاعد أعمال الشغب والاحتجاجات، وبالتالي اتساع رقع حالات عدم الاستقرار حول العالم، وذلك على غرار الفترة بين عامي 2008 و2011، عندما أدى ارتفاع أسعار الغذاء بسبب الأزمة المالية العالمية وتداعياتها إلى أعمال شغب في العديد من الدول.
تطورات سوق النفط العالمي
توقعت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري الصادر في 12 أغسطس، تراجع الطلب العالمي على النفط حتى نهاية العام الجاري، مع عودة تفشي وباء "كورونا" والسلالات المتحوِّرة عنه خاصة "دلتا"، خاصة في الدول التي تعدُّ من كبار مستهلكي الخام، ودعمت الوكالة تحليلها من خلال التأكيد بأن هناك توقعات بتراجع معدل النمو بشكل حاد في النصف الثاني للعام الجاري، كما توقَّعت الوكالة وجود فائض جديد من النفط في السوق خلال عام 2022.
التعليق: أنعكس تفشي المتحور "دلتا" على الاقتصاد العالمي بشكل ملموس، خاصة مع عدم فاعلية العديد من اللقاحات في مواجهته، وفي ظل التخوف من ظهور سلالة جديدة منه تكون أكثر شراسة، الأمر الذي قد يسفر عن تراجع مطرد في أسعار النفط حتى نهاية العام الجاري، وهو ما قد يدفع بالتبعية دول "أوبك+" للتحوط من ذلك التراجع عبر الاتفاق على خفض للإنتاج بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل موافقة ضمنية من الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحسب من تكرار أزمة انهيار أسعار النفط في ابريل 2020، وسينسحب ذلك التراجع على مصادر الطاقة الأخرى ولكن بنسب متفاوتة، فعلى سبيل المثال لا يتوقع تراجع سعر الغاز الطبيعي بنسب كبيرة، بسبب قرب فصل الشتاء وسعي الدول الأوروبية لتعزيز إمداداته من أجل التدفئة خلال الأشهر المقبلة.