Search

قراءة أولية: الخريطة الحزبية التركية في ضوء الانتخابات المحلية 2024

26/12/2023

يشهد الداخل التركي حالة من الزخم إزاء الانتخابات المحلية المزمع انعقادها في 31 مارس 2024، حيث تمثل الانتخابات المحلية هاجسًا لحزب العدالة والتنمية الحاكم، لما تشكله من اختبار لثقة الناخبين فيه، وحتى لا يتكرر سيناريو انتخابات 2019، والتي حققت فيها أحزاب المعارضة نجاحًا ملحوظًا بعد الفوز بعدد كبير من المقاعد داخل المدن الرئيسية، أهمها: إسطنبول، وأنقرة، وإزمير.

تحركات حزب العدالة والتنمية:

كثف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وحزب العدالة والتنمية من تحركاتهم خلال الفترة الماضية، حيث عقدوا جلسات تشاورية مع عدد من رؤساء الأحزاب، التي تتمتع بثقل داخل الخريطة الحزبية التركية، بجانب التأني في اختيار وإعلان مرشحي الحزب، حيث صرح الرئيس التركي أنه سيتم الإعلان عن مرشحي الحزب في نهاية شهر ديسمبر الحالي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الرغبة في الفوز بأكبر قدر ممكن من المقاعد في المدن الأربع الكبرى في تركيا.

وتكمن أبرز تحركات العدالة والتنمية فيما يلي:

  • لقاء الرئيس التركي برئيس حزب الهدى “زكريا يابجي أوغلو”، ورئيس حزب الرفاه الجديد “فاتح أربكان” وذلك بمقر حزب العدالة والتنمية بأنقرة في يومي 12 و13 ديسمبر الجاري، كما سبق للرئيس التركي عقد لقاء مع رئيس حزب الحركة القومية “دولت بهجلي” في 29 نوفمبر الماضي لمناقشة استعدادات التحالف للانتخابات.
  • عقد نحو 10 اجتماعات تنسيقية بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية للتشاور حول ما يخص الدوائر الانتخابية الخاصة بكل منهما.
  • التعهد بحل المشكلات التي تواجه سكان المدن الكبرى، وتكثيف الحكومة من جهودها لمعالجة مسألة المهاجرين غير الشرعيين، وكذا تبني مشروع التحول الحضري في مدينة إسطنبول كمحور رئيسي لحملة حزب العدالة والتنمية الانتخابية.

تحركات أحزاب المعارضة:

لم يتوقف الاهتمام بالانتخابات عند حزب العدالة والتنمية وحلفائه، حيث عمدت أحزاب المعارضة هي الأخرى إلى التحرك من أجل تأمين فوزها في الانتخابات المقبلة، وهو ما يظهر فيما يلي:

حزب الشعب الجمهوري: الاستقرار على أسماء مرشحين في 10 بلديات، بينها أنقرة وإسطنبول، حيث تم الإعلان في 14 ديسمبر الجاري عن إعادة ترشيح رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول الحاليين، “منصور ياواش” و”أكرم إمام أوغلو” – على الترتيب – بجانب إعادة ترشيح رئيس بلدية بولو “تاجو أوزجان”، وطرح أسماء مرشحين أخرين لرئاسة عدد من البلديات، منها: بورصة، وباليكسير، وبايبورت. فيما قام رئيس بلدية إسطنبول بزيارة رئيس حزب الوطن “محرم إينجه”، وقد أعلن الأخير عن دعمه لأوغلو، وعلى صعيد متصل، يحاول رئيس حزب الشعب الجمهوري “أوزغور أوزيل” تشكيل تحالف مع أحزاب المعارضة، وتواصل في هذا الإطار مع حزب الشعوب الديمقراطي والحزب الاشتراكي، كما قام أوزيل بزيارة حزب المساواة والديمقراطية الشعبية الداعم للأقليات الكردية.

حزب الخير: أعلنت زعيمة الحزب “ميرال أكشينار” عن نية الحزب تقديم مرشحين في جميع المحافظات التركية، وذلك بشكل مستقل، ويأتي ذلك في ظل إنهاء الحزب تحالفه مع حزب الشعب الجمهوري، وتقديم ستة من أصل 10 أعضاء في المجلس البلدي للحزب في إسطنبول استقالاتهم اعتراضًا على إنهاء التحالف.

حزب المساواة وديمقراطية الشعوب: أعلنت متحدثة الحزب “عائشة كول دوغان” أن اللجنة التنفيذية المركزية للحزب قد اقترحت إنهاء التحالف مع حزب الشعب الجمهوري.

توقعات محتملة:

من المرجح أن يحقق تحالف حزب العدالة والتنمية نتائجًا إيجابية في الانتخابات المحلية المقبلة، وذلك على حساب أحزاب المعارضة وخصوصًا حزب الشعب الجمهوري، وذلك للأسباب التالية:

  • تصاعد الانتقادات الموجهة لرؤساء البلديات التي تترأسها المعارضة، على خلفية الأزمات المتعددة وضعف الاستجابة لها، خاصةً في ضوء نقص الخدمات التي تتعلق بالبنية التحتية للبلديات.
  • انهاء التحالف بين حزب الخير وبين حزب الشعب الجمهوري وهو ما سيؤثر على البلديات التي شهدت تنافسًا شديدًا خاصةً بلدية أنطاليا، والتي تنافس فيها مرشحي حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، وقد تمكن الأخير من تحقيق الفوز مدعومًا بأصوات حزب الخير، والذي لم يقدم مرشحين في ذلك الوقت.
  • تفكك الكتلة الكردية الداعمة لحزب الشعب الجمهوري، وسط اتهامات بضعف أداء المعارضة في البرلمان.
  • ترجيح كفة العدالة والتنمية على حليفه حزب الحركة القومية في بلديات وسط الأناضول التي يتنافس فيها الحزبان، حيث يتنافسان في البلديات التي ليس للمعارضة فيها حضور كبير، ويتعاونان في المناطق التي تحظى فيها المعارضة بفرص كبيرة للفوز، ومع ذلك فإن التنافس بين الحزبين لا يُشكل خسارة للتحالف القائم بينهما.

وختامًا، يمكن القول إن الملامح الأولية لخريطة التحالفات الحزبية التركية ستتغير باستمرار، كلما اقترب موعد الانتخابات المحلية في مارس المقبل، وتُظهر المؤشرات الأولية تزايد رغبة الأحزاب المعارضة في لعب دور أكثر استقلالًا وتأثيرًا في المشهد الانتخابي، بما يتجاوز حزب الشعب الجمهوري، ويبدو أنها تركز حاليًا على اختيار مرشحيها عوضًا عن التخطيط لبناء تحالفات مع أحزاب أخرى، وقد يؤدي استمرار هذا الأمر إلى تعزيز فرص العدالة والتنمية وحلفائه في حصد أكبر قدر ممكن من المقاعد.

sudan-ci-war
مصر والأزمة السودانية.. موسم الهجرة إلى الجنوب
1111111111111111
المشهد السوري ... تحولات المواقف الدولية
11111
استراتيجية التوسع الصيني في أفريقيا عبر المغرب
EUGCC
الخليج وأوروبا ... تعزيز الشراكات الجديدة
Scroll to Top