تؤسس الجمهورية الجديدة، منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، نسقاً فكرياً واجتماعياً وإنسانياً جديداً وتعكس مستقبلاً مرغوباً لعموم المواطنين في علاقاتهم وتفاعلهم مع الدولة من ناحية، وعلاقاتهم وتفاعلهم ببعضهم البعض من ناحية أخرى.
بات تأسيس تلك الجمهورية الجديدة رؤية قائد ومسيرة وطن وجهد مؤسسات وأفراد صوب بنيان يليق بمصر دولة وقيادة وشعباً.
وقد مثلت ثورة الثلاثين من يونيو شرارة البدء وقوة الدفع الحقيقية لبناء تلك الجمهورية الجديدة والانطلاق نحو مستقبل أفضل يستفيد من تجارب الماضي وخبراته ويراكم عليها.
وأصبحت مهمة إعادة بناء الإنسان المصري هي عماد تلك الجمهورية الجديدة باعتباره أداة التنمية وغايتها، فتمت صياغة الاستراتيجيات وصنع السياسات التي تستهدف تحسين أحوال المواطنين في شتى المجالات، وما يزال الكثير من العمل في الانتظار.
ويحتل تمكين الشباب أولوية مهمة في خطوات بناء الجمهورية الجديدة باعتبارهم الطاقة التي تقود المستقبل وترتكن إليها حالة التطور الطموح نحو مستقبل أفضل، فقد تحققت للشباب إنجازات ومكاسب عدة في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يسبق أن تحققت في عهود أسبق، إيماناً بدور الشباب في صناعة حاضر ومستقبل بلدهم فكان الدعم المستمر لهم وتأهيلهم لتولي المناصب القيادية كصف ثانٍ في أجهزة الدولة في إطار صقل الخبرات واكتساب المهارات المطلوبة لقيادة المستقبل.
ولعل من معالم تلك الجمهورية الجديدة في مجال تمكين الشباب ما وجه به الرئيس السيسي من بناء جسور التواصل مع شباب مصر من كافة المحافظات عبر مؤتمرات ومنتديات الشباب.
وربما يمثل خطاب الرئيس في اليوم العالمي للشباب إيماناً مطلقاً بهذه القوة والحماسة والطاقة التي تلتحم مع المستقبل وتدفع في اتجاه بنائه مستقراً مزدهراً حيث قال سيادته: “لطالما كان إيماني بالشباب يزداد يوماً بعد يوم، فكلما تأملت كيف يرسمون حاضرهم ويشيدون مستقبلهم، زاد إيماني بأن الشباب هم كلمة السر لعالم أكثر استقراراً وسلاماً”.
وهكذا يضع الرئيس السيسي ميثاقاً وطنياً لبناء الجمهورية الجديدة يتأسس على المصارحة والمكاشفة وتعزيز صور المشاركة السياسية والاجتماعية ودعم الاقتصاد الوطني والتأكيد المتواصل على ثوابت الدولة المصرية وعمقها الاستراتيجي العربي والافريقي.
إن بناء الجمهورية الجديدة عبر هذا الميثاق الوطني واجه – وما يزال – تحديات كبرى على جبهات متعددة داخلية وإقليمية ودولية تستهدف جميعها محاولة النيل من حالة الاستقرار والإصرار على بناء المستقبل الأفضل، لما تمثله مصر واستقرارها من ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة بأسرها.
فثمة إدراك عالمي أن استقرار مصر وبناء مستقبل أفضل لها، يمثل إضافة مهمة للأمن القومي العربي باعتبارها الدولة المفتاحية التي حملت على عاتقها – عبر العصور – مهام الحماية والدعم والمساندة لكل الأشقاء ودول الجوار.
لا يمثل بناء الجمهورية الجديدة وأركانها الأساسية إذن خطوة نحو الأمام للمصريين والدولة المصرية فقط وإنما يمثل عنصراً حاكماً لتطور المحيط الإقليمي العربي بأكمله ونقطة الانطلاق نحو رخاء إقليمي مستدام، وتتزامن الولاية الجديدة للسيد الرئيس والتي تمتد بين عامي 2024 – 2030، مع خطوات البناء وتدعيم مرتكزات الجمهورية الجديدة، بعزيمة لا تلين ونسيج متشابك بين المواطن والمؤسسات، في رسالة للجميع أن مصر كلها على قلب رجل واحد وتسعى جميعاً إلى هدف واحد وهو مستقبل أفضل للجميع.
ختاماً، نتمنى أن يكون هذا العمل العلمي الصادر عن مركزنا – المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط – بمثابة “خطة عمل مقترحة” ترسم ملامح المستقبل انطلاقاً من قراءة الحاضر مدعومة بيقين أن العلم هو أساس التقدم.
رئيس المركز
لواء. د/ خالد الخمري
الجمهورية-الجديدة