Search

كلمة السيد رئيس المركز

كلمة السيد رئيس المركز

جاء إنشاء المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط عام 1989 بهدف توفير منصة بحثية علمية تستند إلى عنصري الرشادة والموضوعية في عملها، وتعتمد على الخبرة المعرفية لأبرز الخبراء والمتخصصين وصناع الفكر والرأي في مصر، ليكون المركز مؤسسة فكرية وعلمية لا يقتصر دورها على متابعة الأحداث فحسب، ولكن تقديم تحليلات واستشراف معمق للتطورات الداخلية والإقليمية والدولية، انطلاقًا من منهجية علمية مدروسة، فضلًا عن بناء كوادر وطنية في مجال البحث العلمي، تُسهم في العديد من المجالات البحثية والمعرفية والسياسية والإستراتيجية.

وكان في ذهن مؤسسي المركز من الشخصيات السياسية والإستراتيجية والإقتصادية منذ اللحظات الأولى أهمية أن يتكامل المركز مع مؤسسات الدولة وخطها ونهجها العام، وأن يقيم تواصلًا ممتدًا مع المؤسسات البحثية الأخرى، داخليًا وخارجيًا، من أجل تبادل الخبرات والآراء، والقدرة على بناء نهج متعدد الرؤى، ومقاربة شاملة، تجاه القضايا التي تحظى بأولوية متقدمة في أجندة اهتمامات الدولة المصرية، وأولوياتها الداخلية والإقليمية والدولية.

وطوال تاريخه الممتد منذ عام 1989، فقد استطاع المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط تشكيل هوية بحثية متميزة، وثقافة تنظيمية فريدة، مكنته من تحقيق الانتشار والتأثير داخليًا وخارجيًا، حيث استطاع المركز الانفتاح وتعزيز الروابط مع مؤسسات الدولة المصرية كافة، وبناء جسور للتواصل مع مؤسسات بحثية وأكاديمية مرموقة، في العديد من الدول المؤثرة عربيًا وإقليميًا ودوليًا، لاسيما العراق وتركيا وإسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي.

ولما كانت منطقة الشرق الأوسط والعالم عرضةً لتطورات سياسية وإستراتيجية وإقتصادية وتكنولوجية سريعة ومتلاحقة، أفرزت أنماطًا مختلفة من الفرص والتحديات، فقد فرض ذلك على المركز أهمية مواكبة هذه التطورات، وفحصها بشكلٍ نقدي، بفكرٍ متجددٍ، وعملٍ دؤوب.

ويحرص المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط على استمرار التواصل الفعال والوثيق مع المراكز البحثية الأخرى، لنكون قادرين على استشراف اتجاهات الأحداث وحركتها، ومواجهة التحديات والمخاطر المستجدة، وطرح حلول غير نمطية ومبتكرة لما تواجهه المنطقة والعالم من أزمات تعصف بحالة الاستقرار.

وإنني لأنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر لفريق العمل بالمركز، حاليًا وسابقًا، قيادةً وباحثين، على ما يبذلوه من جهدٍ وعطاء ممتد لأكثر من 35 عامًا، وما بنوه من ميراث بحثي ومعرفي وتنظيمي رصين، أسهم في كون المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط واحدًا من أهم مراكز الفكر في مصر، بل ومنطقة الشرق الأوسط ككل.

Scroll to Top