في ضوء انزلاق الشرق الأوسط في مرحلة جديدة من الحرب المفتوحة متعددة المسارح والأطراف باتت تهدف لإرساء وضع استراتيجي مغاير لما كان عليه الحال حيث يمكن اعتبار أنه مع استمرار العمليات العسكرية في غزة ثم لبنان وسوريا إضافةً للنزاع الإيراني الإسرائيلي، حيث انتقل الصراع من الحرب المحدودة (تحديد نطاق الهدف ورقعة القتال والأسلحة المستخدمة) وصولًا إلى الحرب المفتوحة (تسخير مقدرات الدولة للمجهود العسكري، واستجابة متسعة في الأهداف والأساليب والأسلحة)، وهو ما لم تشهده المنطقة بهذا القدر منذ حرب 1973، ويكرس من حجم آثارها الجيواستراتيجية بعيدة المدى، اتصالًا بميزان القوة الشاملة، ومدى اتزانه / اختلاله.
أدت الحرب على غزة إلى الدخول في حرب على جنوب لبنان ثم إلى سوريا مؤخرًا لتراجع ملحوظ في قيمة القوة الناعمة (مقصدها إقناع الطرف الآخر برغبة تحقيق مصالحك الوطنية من خلال ارتباطه الثقافي أو العقائدي) في مقابل القوة الصلبة (مقصدها إرغام الطرف الآخر لتحقيق مصالحك من خلال الضغط العسكري أو الاقتصادي)، ومن ثم حدوث تراجع تلقائي في ثقل الدول التي تعتمد على المكون الناعم في علاقاتها مع الأطراف المرتكزة على المكون الصلب، وهو من المنتظر أن يتزايد مع دخول المنطقة في مرحلة من السيولة الأمنية وعدم الاستقرار.
للمزيد:
طارق عبد العظيم، “حدود القوة الإسرائيلية في الشرق الأوسط: المعطيات – المسارات – الاتجاهات”، مجلة أوراق الشرق الأوسط، العدد 100. يناير 2025. ص ص 10 – 21.
حدود-القوة-الإسرائيلية-في-الشرق-الأوسط